إلى مكة فخرج عليها بعض جماعة من القواد ذوي عمر فنهبوا بعضها؛ فلما علم السيد بركات بذلك عزم على المسير إليهم وقتالهم؛ فلما سمع بذلك قاضي مكة المشرفة جلال الدين أبو السعادات بن ظهيرة توجه هو والشيخ عبد الكبير إلى السيد بركات بجدة وتكلموا مع الشريف أن يسعوا في الصلح بينهم فامتنع السيد بركات من ذلك وسار بعسكره إلى المرة، وسار معه القاضي جلال الدين والشيخ عبد الكبير ونزلوا على الماء؛ فلما علم القواد بذلك ساروا هم ومن أنضم إليهم من الأشراف وغيرهم نحو السيد بركات. فلما علم السيد بركات بذلك أمر بالمسير، فلبست العسكر وتوجهت نحو القواد ومن أنضم إليهم، فتوجه القاضي جلال الدين والشيخ عبد الكبير والشيخ إسماعيل بن الشيخ محمد بن الشيخ الولي الكبير إسماعيل الجبرتي - وكان قدم من اليمن حاجا في البحر - فسعوا بين الفريقين على أن يصطلحوا الآن، وأن يكون المجود بين الشريف بركات والأشراف والقواد سنة، وبين السيد أحمد بن إبراهيم ثلاثة أشهر، وضمن ذلك على القواد فارس بن محمد بن علي بن سنان. وعلى الأشراف ذوي أبي نمي بساط بن مبارك بن محمد بن عاطف الحسني، وكتب بينهم مكاتبة وشهود وتوجه القاضي والمشايخ إلى مكة، وتوجه السيد بركات إلى جدة وحصّل المال وأرسل به إلى القواد والأشراف.
فلما كان فى العشر الآخير من ذي القعدة توجه السيد بركات