للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى مكة لملاقاة الحاج، فتوجه بعض جهال إلى جدة وكسروا فى بعض الليالي بعض بيوت وأخذوا شيئا منها، وسرق جماعة من صبيان القواد القوافل الواصلة من جدة إلى مكة.

فلما علم السيد بركات بذلك شق عليه وأرسل إلى ابن أخيه السيد أحمد بن إبراهيم وأرضاه، وأرسل إلى جماعة من الأشراف وأحسن إليهم بمال، فتفرق جمعهم.

فلما كان بعد سفر الحاج من مكة نزل جميع الأشراف بعيالهم إلى السيد بركات بوادي الآبار، ولم يتخلف عند القواد إلا الشريف أحمد بن جلبان. وبعض جماعته والشريف علي بن سعد الحجر، ثم إن القواد عذروا الشريف أحمد بن جلبان وقالوا له: توجه إلى أصحابك واستبريء من عتبنا، فتوجه إلى أصحابه، ثم إن السيد بركات أرسل إلى جماعة القواد ذوي عمر بأن يخرجوا عن بلده إلى صوب اليمن. فقالوا: نخرج صوب الشام. فقال: إن عزمتم على الشام فأنتم مني في القنا (١) فخرجوا صوب اليمن.

فلما كان بعد أيام قلائل أرسل السيد بركات إلى من كان عنده من القواد ذوي عمر، منهم فارس بن محمد وابن عمه علي بن أحمد بأن يلحقوا بجماعتهم وأجّل لهم أجلا. فسأله علي بن أحمد بن سنان


(١) «فأنتم مني في القنا» عبارة تعنى أنكم ستكونون منى في حرب بالقنا وهي الرماح. فهي عبارة تحذير وتهديد.