ابن مسعود فإنه مكث يسيرا ولم يدخل مكة ثم رجع إلى أرض الحبشة.
ويقال: إن النبىّ ﷺ لما قرأ سورة ﴿وَالنَّجْمِ﴾ فلما بلغ ﴿أَ فَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّى* وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الْأُخْرى﴾ ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله تعالى آخر الطواغيت فقال: وإنهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لهى التى ترجى. وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته، فوقعت هاتان الكلمتان فى قلب كل مشرك بمكّة، ودلت بها ألسنتهم، وتباشروا بها، وقالوا: إن محمدا قد رجع إلى دينه الأوّل؛ دين قومه.
فلما بلغ رسول الله ﷺ آخر ﴿وَالنَّجْمِ﴾ سجد وسجد كلّ من حضر من مسلم أو مشرك، غير أن الوليد بن المغيرة-وكان شيخا كبيرا-رفع ملء كفّيه ترابا فسجد عليه. فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم فى السجود بسجود رسول الله ﷺ/، فأما المسلمون فقد عجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين، ولم يكن المسلمون سمعوا الذى ألقى الشيطان على ألسنة المشركين.
وأما المشركون فاطمأنت نفوسهم إلى النبى ﷺ وأصحابه لما ألقى فى أمنية النبى ﷺ، وحدّثهم الشيطان أن رسول الله ﷺ قد قرأها فى السجدة فسجدوا تعظيما لآلهتهم.
وفشت تلك الكلمة فى الناس فأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة ومن بها من المسلمين عنه، وحدّث أنّ أهل مكة قد أسلموا كلهم، وصلّوا مع رسول الله ﷺ، وبلغهم سجود الوليد بن