للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المغيرة على التراب على كفّيه، وحدّثوا أن المسلمين قد أمنوا بمكة؛ فأقبلوا سراعا. وقد نسخ الله ما ألقى الشيطان، وأحكم الله آياته وحفظها من الباطل، فقال تعالى ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ* لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَ إِنَّ الظّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ﴾ (١) فلما بين الله [قضاءه] (٢)، وصانه وبرّأه من سجع الشيطان انقلب المشركون بضلالتهم، وعداوتهم على المسلمين، واشتدوا عليهم (٣).


(١) سورة الحج الآيتان ٥٢،٥٣.
(٢) سقط فى الأصول، والمثبت عن دلائل النبوة ٢:٦١، والاكتفا ١: ٣٥٣، وتفسير ابن كثير ٥:٤٤٠.
(٣) وقد جاء فى عيون الأثر ١:١٢١ بعد خبر الغرانيق-عن السهيلى-وأهل الأصول يدفعون هذا الحديث بالحجة … والحديث على ما خيلت غير مقطوع بصحته. قلت-أى ابن سيد الناس-: بلغنى عن الحافظ عبد العظيم المنذرى أنه كان يرد هذا الحديث من جهة الرواة بالكلية، وكان شيخنا الحافظ عبد المؤمن الدمياطى يخالفه فى ذلك. والذى عندى فى هذا الخبر: أنه جار مجرى ما يذكر من أخبار هذا الباب من المغازى والسير، والذى ذهب إليه كثير من أهل العلم الترخص فى الرقائق وما لا حكم فيه من أخبار المغازى وما يجرى مجرى ذلك، وأنه يقبل فيها ما لا يقبل فى الحلال والحرام لعدم تعلق الأحكام بها.
وجاء فى تفسير ابن كثير للأيات ٥٢،٥٣ من سورة الحج «ذكر كثير من المفسرين هاهنا قصة الغرانيق وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة ظنا منهم أن مشركى قريش قد أسلموا، ولكنها من طرق كلها مرسله، ولم أرها مسندة من وجه صحيح .... ثم قال بعد ذكر طرق روايتها: وكلها مرسلات ومنقطعات، وساقها البغوى فى تفسيره ثم سأل هاهنا سؤالا: كيف وقع مثل هذا مع العصمة المضمونة من الله لرسوله ؟ ثم حكى أجوبة عن الناس من ألطفها: أن الشيطان أوقع فى مسامع-