للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعل علوها ربعا، وجعل إلى جانبها رباطا (١) - وبنى بيتا ببوابة - (١)، ثم أراد أن يعمل سبيلا على بعض المساطب التي كانت أمام بعض الدكاكين فأرسل إليه القاضي برهان الدين بن ظهيرة بالمنع، فلم يمتنع فتوجه القاضي برهان الدين بن ظهيرة إلى هناك ومنع الفعلة من حفر ذلك (٢) وأرسل إلى القضاة الثلاثة وإلى جماعة من المجاورين من أهل الشام العلماء، منهم القاضي علاء الدين المرداوى الحنبلي والشيخ قاسم الحنفي وشرف الدين موسى بن عبد الحق الحنفي وجلس بالمسجد الحرام فحضر المذكورون وغيرهم وحضر ابن الزمن فسألهم القاضي برهان الدين: هل يجوز أن يبنى في مشعر من مشاعر الحج شيء؟ فأفتوا بأن ذلك حرام. وأنكر القاضي علاء الدين ذلك إنكارا قويا وقام بأعباء المجلس - جزاه الله خيرا، وأكثر من أمثاله - وقال القاضي برهان الدين في المجلس: إن في تاريخ مكة للفاكهي أن عرض المسعى بين الميلين خمسة وثلاثون ذراعا. فذرع حينئذ ما بين المسجد الحرام إلى جدار عمارة ابن الزمن فوجد سبعة وعشرون ذراعا، فقال ابن الزمن: هل هذا المنع مختص بي (٣) أم بجميع ما في المسعى؟ فقال القاضي: بل


(١) كذا في «م» وفي «ت» «سنا بوابة».
(٢) فكان هذا المنع سببا في عزل القاضي من منصبه، وأنظر الدر الكمين ترجمة البرهان بن ظهيرة.
(٣) الذى أورده هنا ابن فهد أن الرباط لابن الزمن والذى ذكره (النهروالي في الاعلام باعلام بيت الله الحرام ٢٢٥ والسخاوى فى الضوء اللامع ٩٤:١) ان ابن الزمن بناه للسلطان الأشرف قايتباى فاعترض القاضي برهان الدين فحصلت العداوة بين القاضي والسلطان كما سيأتي في ص ٥١٠، ٥١١ من هذا الكتاب.