للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالجميع. فقال ابن الزمن: فلأى شيء ما تزيلون ما في المسعى؟ فقال القاضي: حكمت بهدم جميع ذلك وأمر الأمير طوغان بهدم ذلك، فقال طوغان: أكتبوا لي مستندا بذلك. فأمر القاضي برهان الدين الشيخ نور الدين بن الشيخة (١) بكتابة سجل بذلك فكتب في يومه، وأخذ عليه خط القضاة الأربعة وجماعة من حضر المجلس، ثم أن طوغان لم يفعل ذلك بل اجتمع هو وابن الزمن يوم الخميس سابع عشر الشهر، وقاسا المسعى من الأماكن الضيقة.

ويقال أنه كتب بذلك محضرا وأرسله مع قاصد إلى القاهرة (٢) وبلغ السلطان (٣) - أشياء كثيرة في تزويق وتنميق - (٣)، وصادف أن صهر ابن الزمن زوج أخته الشمس البخارى شيخ الباسطية بمكة كان بالقاهرة، فبلغ السلطان أشياء عن القاضي في تزويق وتنميق فصادف عرض جميع ذلك للسلطان، فكان ما سيأتى.

والمساطب التي كانت أمام الدكاكين التي أراد أن يعمل على بعضها سبيلا ابن الزمن لم يكن لها وجود قبل الأربعين وثمانمائة وإنما وجدت بعد الأربعين، فإن الدكاكين كان يكتريها غسالون يغسلون على أبوابها الثياب، ويخبطونها على أحجار يضعونها (٤) - تحت أبواب الدكاكين إلى جانب الحائط، ثم انتقل الغسالون واكترى الدكاكين جماعة يبيعون فيها الفخار، وأحدثوا - (٤) لهم مساطب صغارا، ثم


(١) سترد ترجمته ضمن وفيات سنة ٨٧٨ هـ ويعرف بابن الشيخة لكون أمه كانت شيخة رباط الظاهرية بمكة.
(٢ - ٣) سقط في «م».
(٤) سقط في «ت».