للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها - في يوم الاثنين تاسع شهر ذى القعدة - دخل مكة قاضيها برهان الدين بن ظهيرة والسيد بركات وجماعتهما والأمير شاهين نائب جدة، وكان خرج لملاقاتهم جمع إلى وادى مرّ ونحوه ومد لهم بالوادى سماط حسن. ولما دخلوا مكة طافوا وسعوا، وخرجوا في ليلتهم إلى وادى الزاهر الكبير، وباتوا به إلى الصبح وخرج للقائهم السيد الشريف جمال الدين محمد بن بركات بن حسن بن عجلان؛ فألبسه الأمير شاهين خلعة وكذا ألبس ولده السيد بركات، والقاضي برهان الدين بن ظهيرة، وولده، وأخويه خلعة خلعة، وألبس القاضي برهان الدين وأخاه طيلسانا (١) طيلسانا ودخلوا جميعا مكة، ثم المسجد الحرام، وجلسوا بالحطيم إلا السيد محمد فإنه فارقهم من المسعى ومضى لبيته وعاد إليهم وهم بالحطيم، وقرئ به خمسة مراسيم، اثنان للشريف وثلاثة للقاضي برهان الدين وأخويه وليس لأحد مرسومي الشريف تاريخ، والثاني [تاريخه] (٢) ثاني عشر شوال، وتاريخ مراسيم القاضي وأخويه رابع عشر صفر. وخلع على الشريف خلعة وكذا على الخواجا محمد الطاهر وأعطى للأمير مغلباوى مرسوم لم يقرأ، والمراسيم تتضمن وصول السيد بركات والقاضي برهان الدين وجماعته، وأنّا أكرمناهم


(١) الطيلسان: كساء مدور أخضر لا أسفل له، لحمته أو سداه من صوف يلبسه الخواص من العلماء والمشايخ، وهو من لباس العجم، وهو معرب من «تالسان» وفسر بكساء يلقى على الكتف، وهو مركب من طرة وهو طرف العمامة ومن «سان» وهي أداة التشبيه (معجم الالفاظ الفارسية، وانظر الملابس المملوكية ٩٤).
(٢) إضافة يقتضيها السياق.