للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جلوس فقال: يا معشر قريش أما والذى نفسى بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذّبح وأشار بيده إلى حلقه. فأخذت القوم كلهم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طير واقع، حتى إن أشدهم فيه وصاة (١) قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول، حتى إنه ليقول: انصرف أبا القاسم راشدا فو الله ما كنت جهولا.

ويقال: إن رسول الله كان يوما بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبى معيط فأخذ بمنكب النبى ولوى بثوبه فى عنقه فخنقه خنقا شديدا فاقتفى (٢) أبو بكر فأخذ بمنكبيه ودفعه عن رسول الله ، وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم (٣).

وقالت ابنة الحكم: قلت لجدّى الحكم ما رأيت قوما أعجز منكم ولا أسوأ رأيا يا بنى أميّة فى رسول الله . قال: لا تلومينا يا بنيّة إنى لا أحدثك إلا ما رأيت بعينىّ هاتين، قلنا: والله لا نزال نسمع قريشا تعلى أصواتها على رسول الله فى هذا المسجد:

تواعدوا له حتى تأخذوه. فتواعدنا فجئنا إليه لنأخذه، فسمعنا صوتا


(١) كذا فى م، هـ، والوفا بأحوال المصطفى ١:١٨٨، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٤٧١. وفى ت، والخصائص الكبرى ١:٣٦٠ «وضاءة».
(٢) كذا فى م. وفى هـ «فاغتفى»، وبياض فى ت. وفى دلائل النبوة ٢: ٥٠، والوفا بأحوال المصطفى ١:١٩٠ «فأقبل».
(٣) وانظر المرجعين السابقين، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٤٧٠، وتاريخ الخميس ١:٢٩٢.