للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها ومما كتب فيها. وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك. فقال عدوّ الله أبو جهل: هذا أمر قضى بليل، وتشوور به بغير هذا المكان. فقام المطعم بن عدى إلى الصحيفة فشقّها، فوجد الأرضة قد أكلتها إلاّ ما كان من «باسمك اللهم».

وأسلم يومئذ جمع كثير من الرجال والنساء، فلبس الرجال الذين تلاوموا السّلاح، ودخلوا على بنى هاشم الشّعب فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم (١)؛ وقالوا: اخرجوا بنى أبينا وأمّنا، فو الله لا يوصل إليكم أبدا حتى نموت. فعادوا إلى منازلهم.

وفيها فرح كفّار قريش-وشقّ على المسلمين-ما اتفق بين فارس والروم، وغلب فارس للروم؛ لأنّ فارس لم يكن لهم كتاب، وكانوا يجحدون البعث، ويعبدون الأصنام، وكان الرّوم أصحاب كتاب. فقال المشركون لأصحاب رسول الله : إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب، ونحن [وفارس] (٢) أميّون، وقد ظهر إخواننا من فارس على إخوانكم من الروم؛ فإن قاتلتمونا لنظهرنّ عليكم.

ويقال، قال المشركون للمسلمين: الروم أهل كتاب وقد غلبهم الفرس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذى أنزل على نبيّكم، فسنغلبكم كما غلب فارس الروم. فأنزل الله ﴿الم*﴾


(١) كذا فى م، هـ. وفى ت «منازلهم».
(٢) الإضافة عن تاريخ الخميس ١:٢٩٨.