للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسجد والتفت إلى البيت وقال: إنى لأعلم ما وضع [الله] (١) فى الأرض بيتا أحب إليه منك، وما فى الأرض بلد أحبّ إلىّ منك، وما خرجت عنك رغبة ولكن الذين كفروا هم أخرجونى. ثم نادى يا بنى عبد مناف. لا يحل لعبد منع عبدا صلى فى هذا المسجد أية (٢) ساعة شاء من ليل أو نهار.

ويروى لما خرج النبى وقف إلى الحزورة-ويقال [لما أخرج من مكة] (٣) قال: أما والله إنى لأخرج منك وإنى لأعلم أنك أحب البلاد إلى الله وأكرمها على الله، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت منك، يا بنى عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الأمر من بعدى فلا تمنعوا طائفا أن يطوف بيت الله أى ساعة شاء من ليل أو نهار، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بالذى لها عند الله ﷿، اللهم إنك أذقت أوّلهم نكالا فأذق آخرهم نوالا (٤).

وركب رسول الله حتى نزل سرف، وتبعتهم عمارة ابنة حمزة تقول: يا عمّ يا عمّ. ويروى: قعدت لهم على قارعة الطريق، فمرّ بها النبى ، فقالت: يا رسول الله إلى من تدعنى؟ فمضى ولم يلتفت إليها؛ وذلك للعهد الذى بين النبى وأهل مكة: من


(١) سقط فى الأصول والمثبت عن أخبار مكة للأزرقى ٢:١٥٥.
(٢) فى الأصول «أى» والمثبت عن المرجع السابق.
(٣) بياض فى الأصول والمثبت عن المرجع السابق.
(٤) وانظر الحديث فى أخبار مكة للأزرقى ٢:١٥٥،١٥٦ مع اختلاف فى بعض الألفاظ.