للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تدعنا حتى أخبرناها، فلم يرعها ذلك، قالت: أخشيتما عليه الشيطان؟ قلت: نعم. قالت: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل (١) -ويقال قالت آمنة: لا تخافى هذا؛ فإن ابنى هذا معصوم من الشيطان. أو كلام هذا معناه-وإنه لكائن لابنى هذا شأن من الشأن، ألا أخبركما خبره؟ قلنا: بلى. قالت: حملت به فما حملت قط حملا (٢) أخف منه، فأريت فى المنام حين حملت به كأنّه خرج منى نور أضاءت له قصور الشام، ثم وقع حين ولدته وقوعا ما يقعه المولود؛ معتمدا على يديه، رافعا رأسه إلى السماء، فدعاه عنكما وانطلقا راشدين.

ويقال: إن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم كان يلعب مع الصبيان فأتاه آت فأخذه فصرعه فشق عن صدره فاستخرج القلب، ثم شق القلب فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظّ الشيطان منك. فغسله فى طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه


(١) الخصائص الكبرى ١:١٣٦.
(٢) وفى سبل الهدى والرشاد ١:٤٨١ «يفهم [من قول آمنة] أنها حملت بغيره ، وقد ورد ما هو أصرح منه؛ قال ابن سعد، أخبرنا عمرو بن عاصم، أخبرنا همام، عن أسحاق بن عبد الله قال: قالت أم النبى : قد حملت الأولاد فما حملت أخف منه. قال ابن سعد ، قال محمد بن عمر الواقدى: وهذا مما لا يعرف عندنا ولا عند أهل العلم، لم تلد آمنة ولا عبد الله غير النبى . ونقل عن ابن الجوزى قوله أجمع علماء النقل على أن آمنة لم تحمل بغير رسول الله ، ومعنى قولها لم أحمل حملا أخف منه خرج على وجه المبالغة، أو على أنه وقع اتفاقا.
ويعلق محقق الخصائص الكبرى ١:١٣٦ بقوله: معلوم أن آمنة لم تحمل بغير رسول الله فإنها لم تتزوج بعد زوجها عبد الله؛ فلعل الرواية حملا بكسر الحاء.