للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شفير الوادى. ثم أقبلوا على الرّهط فقالوا: ما أربكم إلى هذا الغلام؟ فإنه ليس منا، هذا ابن سيد قريش وهو مسترضع فينا؛ غلام يتيم ليس له أب، فماذا يرد عليكم قتله؟ فإن كنتم لا بد قاتليه فاختاروا منّا أيّنا شئتم فاقتلوه. فلما رأى الصبيان أن القوم لا يحيرون إليهم جوابا انطلقوا هرابا مسرعين إلى الحىّ يستصرخونهم. فعمد أحدهم فأضجعنى على الأرض إضجاعا لطيفا. ثم شقّ ما بين مفرق صدرى إلى منتهى عانتى-وأنا أنظر إليه (١) -فصدعه، ثم أخرج منه مضغة سوداء فرمى بها، ثم مال بيده يمنه ويسرة كأنه يتناول شيئا. فإذا أنا بخاتم فى يده من نور، يحار الناظرون دونه، فختم قلبى فامتلأ نورا، ثم أعاده مكانه، فوجدت برد ذلك الخاتم فى قلبى دهرا. ثم قال الثالث لصاحبه: تنحّ، فنحاه عنى، فأمرّ يده ما بين مفرق صدرى إلى منتهى عانتى؛ فالتأم ذلك الشق بإذن الله. ثم أخذ بيدى فأنهضنى من مكانى إنهاضا لطيفا. ثم قال للأوّل الذى شق بطنى: زنه بعشرة من أمته. فوزننى بهم فرجحتهم، ثم قال:

زنه بمائة. فوزنونى بهم فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته فوزنونى فرجحتهم، فقال: دعوه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجحهم. ثم ضمونى إلى صدورهم وقبلوا رأسى [وما] (٢) بين عينىّ، ثم قالوا: يا حبيب الله لم ترع إنك لو تدرى ما يراد بك من الخير لقرّت عيناك.


(١) فى تاريخ الطبرى ٢:١٢٨، والوفا بأحوال المصطفى ١:١١٢، والخصائص الكبرى ١:١٤١ «وأنا أنظر إليه لم أجد لذلك مسا، ثم أخرج أحشاء بطنى، ثم غسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها، ثم أعادها مكانها، ثم قام الثانى وقال لصاحبه: تنح. ثم أدخل يده فى جوفى فأخرج قلبى وأنا أنظر إليه فصدعه … الخ».
(٢) إضافة عن تاريخ الطبرى ٢:١٢٩، والخصائص الكبرى ١:١٤١. وفى الوفا بأحوال المصطفى ١:١١٣ «وقبلوا ما بين رأسى وبين عينى».