للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ الشَّيْبَانِيُّ، المَرْوَزِيُّ الأَصْلِ، البَغْدَادِيُّ، الإخْبَارِيُّ، المُؤَرِّخُ، الكَاتِبُ الأَدِيْبُ، كَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ بُنِ الصَّابُوْنِيِّ، وَيُعْرَفُ بِـ "ابْنِ الفُوطِيِّ"، وَهوَ جَدُّ أَبِيهِ لأُمِّهِ.

وُلِدَ فِي سَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بِدَارِ الخِلَافَةِ مِنْ "بَغْدَادَ". وَسَمِعَ بِهَا مِنَ الصَّاحِبِ مُحْيِي الدِّيْنِ بْنِ الجَوْزِيِّ، ثُمَّ أُسِرَ فِي وَقْعَةِ "بَغْدَادَ" (١) وَخَلَّصَهُ النَّصِيْرُ الطُّوْسِيُّ الفَيْلَسُوفُ، وَزِيْرُ المَلَاحِدَةِ، فَلَازَمَهُ، وَأَخَذَ عَنْهُ عُلُوْمَ الأَوَائِلِ، وَبَرَعَ فِي الفَلْسَفَةِ وَغَيْرِهَا، وَأَمَرَهُ بِكِتَابِهِ الزِّيْجِ وَغَيْرِهِ مِنْ عِلْمِ النُّجُوْمِ، وَاشْتَغَلَ عَلَى غَيْرِهِ فِي اللُّغَةِ وَالأَدَبِ حَتى بَرَعَ، وَمَهَرَ فِي التَّارِيْخِ وَالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، وَأَقَامَ بِـ "مَرَاغَةَ" مُدَّةً، وَوَلِيَ بِهَا خَزْنَ كُتُبِ الرَّصَدِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَظَفِرَ بِهَا بِكُتُبٍ نَفِيْسَةٍ، وَحَصَّلَ مِنَ التَّوَارِيْخِ مَا لَا مَزِيْدَ عَلَيْهِ، وَسَمِعَ بِهَا مِنَ المُبَارَكِ بْنِ المُسْتَعْصِمِ بِاللهِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى "بَغْدَادَ" (٢) وَوَلِيَ خَزْنَ كُتُبِ "المُسْتَنصَرِيَّةِ"، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَيْسَ بِالبِلَادِ أَكْثَرُ مِنْ كُتُبِ هَاتَينِ الخِزَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَاشَرَهُمَا. وَسَمِعَ بِـ "بَغْدَادَ" الكَثِيْرَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدِّيْنَةِ (٣) وَطَبَقَتِهِ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَقَرَأَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ بِخَطِّهِ المَلِيْحَ، وَصَنَّفَ فِي الأَخْبَارِ،


(١) فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" أَنَّهُ أُسِرَ … مُرَاهِقًا، وهَذَا أَفَادَهُ مِنْ تَارِيْخِ وِلَادَتِهِ.
(٢) عَوْدَتُهُ إِلَى "بَغْدَادَ" سَنَةَ (٦٧٩ هـ) صَرَّحَ بِذلِكَ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (١/ ٢٠٩) (٢/ ٥٤٤)، (٣/ ٥٣)، (٤/ ٦٠، ١١٦، ٤٣٠) فِي رَجَبٍ (٦٠٠) فِي رَمَضَانِ (٥/ ٣٣)، (٤٨٠، ٥٨٧).
(٣) في (ط): "الرينية". وَسَبَقَ تَصْحِيْحُ ذلِكَ.