قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وحكى الرازي عن الإمام مالك أن الرشيد سأله عن ذلك فاستدل له باختلاف اللغات والأصوات والنغمات].
ولا شك في أن هذا من الأدلة على وجود الله وقدرته، فكم لغة الآن في البلد الواحد؟! ففي الهند مئات اللغات، وكل أهل قرية فيها قد لا يعرفون اللغة الأخرى، بل في البلد الواحد تجد لغات ولهجات متعددة، وكذلك اختلاف النغمات، واختلاف الأشكال والصور، وذكر العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم (مفتاح دار السعادة) ذلك، وقال: إنك تجد سرب القطا مشتبهاً لا تفرق بين هذا وهذا، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل فروقاً بين الآدميين، وذكر من الحكم والأسرار أنه لولا أن الله سبحانه جعل هذه الفروق لحصلت مفاسد عظيمة، فكيف يعرف هذا من هذا؟ وكيف يعرف الإنسان أباه من أمه؟! وكيف يعرف الإنسان زوجته؟! وكيف يعرف الإنسان أولاده إذا كان فيهم اشتباه، بحيث لا يعرف هذا من هذا، لكن لا بد من أن يكون هناك فرق، فهذا من حِكَمه، لا شك في أن ما ذكره الإمام مالك للرشيد من اختلاف اللغات والأصوات واختلاف الصور من الأدلة الواضحة على وجود الرب وقدرته ووحدانيته واستحقاقه للعبادة.