قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ومنهم من فسرها، واختلف هؤلاء في معناها، فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: إنما هي أسماء السور.
قال العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره: وعليه إطباق الأكثر ونقله عن سيبويه أنه نص عليه، ويعتضد لهذا بما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم}[السجدة:١] و {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ}[الإنسان:١]).
وقال سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال:(ألم) و (حم) و (المص) و (ص) فواتح افتتح الله بها القرآن.
وكذا قال غيره عن مجاهد، وقال مجاهد في رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود عن شبل عن ابن أبي نجيح عنه أنه قال:(الم) اسم من أسماء القرآن.
وهكذا قال قتادة وزيد بن أسلم، ولعل هذا يرجع إلى معنى قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنه اسم من أسماء السور؛ فإن كل سورة يطلق عليها اسم القرآن؛ فإنه يبعد أن يكون (المص) اسماً للقرآن كله؛ لأن المتبادر إلى فهم سامع من يقول: قرأت (المص) إنما ذلك عبارة عن سورة الأعراف لا لمجموع القرآن، والله أعلم.