[تقديم النبي صلى الله عليه وسلم حافظ سورة البقرة على غيره في الإمرة]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقد روى الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً وهم ذو عدد، فاستقرأهم، فاستقرأ كل واحد منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سناً فقال: ما معك يا فلان؟ فقال: معي كذا وكذا وسورة البقرة.
فقال: أمعك سورة البقرة؟! قال: نعم.
قال: اذهب فأنت أميرهم.
فقال رجل من أشرافهم: والله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا أني خشيت ألا أقوم بها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا القرآن واقرءوه؛ فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكاً يفوح ريحه في كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك)].
لاشك في أن من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به يكون قد استفاد من هذا المسك في هذا الجراب، ومن قرأه ولم يعمل به فاته هذا الخير الكثير، بل إنه يكون وبالاً عليه إذا لم يعمل به، والعياذ بالله.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:[هذا لفظ رواية الترمذي، ثم قال: هذا حديث حسن، ثم رواه من حديث الليث عن سعيد عن عطاء مولى أبي أحمد مرسلاً، فالله أعلم].