للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شمول الرحمة النبوية للمؤمن والكافر]

قال المؤلف رحمه الله [وقال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثني عمرو بن قيس عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال: كان حذيفة بالمدائن، فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء حذيفة إلى سلمان فقال سلمان: يا حذيفة! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: (أيما رجل سببته في غضبي أو لعنته لعنة فإنما أنا رجل من ولد آدم أغضب كما تغضبون، وإنما بعثني الله رحمة للعالمين، فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة) ورواه أبو داود عن أحمد بن يونس عن زائدة.

فإن قيل: فأي رحمة حصلت لمن كفر به؟! ف

الجواب

ما رواه أبو جعفر بن جرير حدثنا إسحاق بن شاهين حدثنا إسحاق الأزرق عن المسعودي عن رجل يقال له: سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:١٠٧] قال: من آمن بالله واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف].

يعني أنه رحمة للكافر؛ لأنه يعافى من الخسف والقذف، والقذف هو الرمي بالحجارة، كما رجم قوم لوط.

قال المؤلف رحمه الله: [وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث المسعودي عن أبي سعد -وهو سعيد بن المرزبان البقال - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما فذكره بنحوه، والله أعلم.

وقد رواه أبو القاسم الطبراني عن عبدان بن أحمد عن عيسى بن يونس الرملي عن أيوب بن سويد عن المسعودي عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:١٠٧] قال: من تبعه كان له رحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يتبعه عوفي مما كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف].