قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ويحتمل في الآية وجه آخر وهو: أن يكون الله تعالى قد أرشد من نسي الشيء في كلامه إلى ذكر الله تعالى؛ لأن النسيان منشؤه من الشيطان، كما قال فتى موسى:{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}[الكهف:٦٣] وذكر الله تعالى يطرد الشيطان، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان، فذكر الله تعالى سبب للتذكر، ولهذا قال:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}[الكهف:٢٤]].
فذكر الله تعالى سبب للتذكر، أو فذكر الله تعالى سبب للذُكر، والذُّكر ضد النسيان.
أما الذكر: الأذكار المعروفة.
هذا المعنى له وجه كما قال الحافظ رحمه الله يعني: إذا نسيت أن تذكر الله؛ لأن النسيان من الشيطان، وذكر الله يطرد الشيطان وإذا طرد الشيطان تذكرت ما نسيته قال تعالى:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}[الكهف:٢٤]، يعني: إذا نسيت شيئاً اذكر الله؛ لأن الذي أنساك هو الشيطان، وذكر الله يطرد الشيطان، وإذا ذهب الشيطان تذكرت حاجتك، وهذا فهم جيد من الآية.
قال المؤلف رحمه الله: [وقوله: {وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}[الكهف:٢٤]، أي: إذا سئلت عن شيء لا تعلمه فاسأل الله فيه وتوجه إليه في أن يوفقك للصواب والرشد في ذلك، وقيل في تفسيره غير ذلك والله أعلم].
يعني: إذا لم يعلم الإنسان شيئاً فليتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ويسأله الرشد في هذا الأمر حتى يوفقه ويعلمه.