[أقوال العلماء في حكم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم]
قال المؤلف رحمه الله تعالى:[مسألة: وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة يأثم تاركها، وحكى الرازي عن عطاء بن أبي رباح وجوبها في الصلاة وخارجها كلما أراد القراءة، قال: وقال ابن سيرين إذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب].
هذان قولان متقابلان, منهم من يقول: لا تجب إلا في العمر مرة، ومنهم من يقول: تجب في كل قراءة.
قوله: [واحتج الرازي لـ عطاء بظاهر الآية {فَاسْتَعِذْ}[الأعراف:٢٠٠] وهو أمر ظاهره الوجوب، وبمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها؛ ولأنها تدرأ شر الشيطان، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ ولأن الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب.
وقال بعضهم: كانت واجبة على النبي صلى الله عليه وسلم دون أمته، وحكي عن مالك أنه لا يتعوذ في المكتوبة، ويتعوذ لقيام رمضان في أول ليلة منه].
والصواب: الأول وهو ما عليه جمهور العلماء أنها مستحبة عند كل قراءة في الصلاة وخارجها، إلا أنها في الصلاة تكفي أن يستعيذ في الركعة الأولى، وكذلك البسملة مستحبة, وليست من الفاتحة، وهي آية مستقلة على الصحيح، فهي مستحبة في الصلاة وخارجها.