[اختلاف القراء في وصل وقطع البسملة عن الآية بعدها]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [وقد جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته حرفاً حرفاً: {بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:١ - ٤])].
تعني: أنه كان يقف على رءوس الآي.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فقرأ بعضهم كذلك وهم طائفة، ومنهم من وصلها بقوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:٢]، وكسرت الميم؛ لالتقاء الساكنين، وهم الجمهور].
يعني: أن الأولى القطع، تقول:{بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:١ - ٢]، ومن وصلها قال:{بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:١ - ٢]، فلا بأس بالوصل، لكن الوقوف على رءوس الآي هو الأفضل.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وحكى الكسائي من الكوفيين عن بعض العرب أنها تقرأ بفتح الميم وصلة الهمزة فيقولون: {بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمَ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:١ - ٢]، فنقلوا حركة الهمزة إلى الميم بعد تسكينها، كما قرئ قوله تعالى:{المَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}[آل عمران:١ - ٢]، قال ابن عطية: ولم ترد هذه قراءة عن أحد فيما علمت].