للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر معنى قوله تعالى: (ثم عرضهم على الملائكة)]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فدل هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات؛ ولهذا قال: {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ} [البقرة:٣١] يعني: المسميات، كما قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: ثم عرض تلك الأسماء على الملائكة: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:٣١].

وقال السدي في تفسيره: عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة:٣١] ثم عرض الخلق على الملائكة.

وقال ابن جريج عن مجاهد: ثم عرض أصحاب الأسماء على الملائكة، وقال ابن جرير: حدثنا القاسم حدثنا الحسين حدثني الحجاج عن جرير بن حازم ومبارك بن فضالة عن الحسن وأبي بكر عن الحسن وقتادة قالا: علمه اسم كل شيء، وجعل يسمي كل شيء باسمه، وعرضت عليه أمة أمة، وبهذا الإسناد عن الحسن وقتادة في قوله تعالى: {إ?نْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:٣١] إني لم أخلق خلقاً إلا كنتم أعلم منه فأخبروني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين.

وقال الضحاك عن ابن عباس: {إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:٣١] إن كنتم تعلمون أني لم أجعل في الأرض خليفة.

وقال السدي: عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة: ((إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) أن بني آدم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء.

وقال ابن جرير: وأولى الأقوال في ذلك تأويل ابن عباس ومن قال بقوله، ومعنى ذلك: فقال أنبئوني بأسماء من عرضته عليكم أيها الملائكة القائلون: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة:٣٠] من غيرنا أم منا فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك ((إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) في قيلكم: إني إن جعلت خليفتي في الأرض من غيركم عصاني وذريته، وأفسدوا وسفكوا الدماء، وإن جعلتكم فيها أطعتموني واتبعتم أمري].

في نسخة: (عصاني ذريته) بدون واو.

فالمؤلف نقله عن ابن جرير فيحتمل أن الواو سقطت من ابن جرير، لكن لها وجه.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وإن جعلتكم فيها أطعتموني واتبعتم أمري بالتعظيم لي والتقديس، فإذا كنتم لا تعلمون أسماء هؤلاء الذين عرضت عليكم وأنتم تشاهدونهم فأنتم بما هو غير موجود من الأمور الكائنة التي لم توجد أحرى أن تكونوا غير عالمين].