[خطورة الرياء وعواقبه]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عمرو بن يحيى الأيلي حدثنا الحارث بن غسان حدثنا أبو عمران الجوني عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختمة، فيقول الله: ألقوا هذا واقبلوا هذا.
فتقول الملائكة: يا رب! والله ما رأينا منه إلا خيراً! فيقول: إن عمله كان لغير وجهي، ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي)، ثم قال: الحارث بن غسان روى عنه جماعة، وهو ثقة بصري ليس به بأس.
وقال وهب: حدثني يزيد بن عياض عن عبد الرحمن الأعرج عن عبد الله بن قيس الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رياء وسمعة لم يزل في مقت الله حتى يجلس).
وقال أبو يعلى: حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا محمد بن دينار عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عوف بن مالك عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو، فتلك استهانة استهان بها ربه عز وجل).
وقال ابن جرير: حدثنا أبو عامر إسماعيل بن عمرو السكوني حدثنا هشام بن عمار حدثنا ابن عياش حدثنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه تلا هذه الآية: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ} الآية، وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
وهذا أثر مشكل؛ فإن هذه الآية آخر سورة الكهف، والكهف كلها مكية، ولعل معاوية أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها، بل هي مثبتة محكمة، فاشتبه ذلك على بعض الرواة فروى بالمعنى على ما فهمه، والله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن شقيق حدثنا النضر بن شميل حدثنا أبو قرة عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ في ليلة: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ} كان له من النور من عدن أبين إلى مكة حشو ذلك النور من الملائكة) غريب جداً، آخر تفسير سورة الكهف].
قوله: (عدن أبين) وصف للبلدة؛ لأنه توجد منطقتان عدن وأبين، فقال: عدن أبين، وهي موضع باليمن نسب إلى أبين رجل من حمير؛ لأنه عدن به، أي: أقام, وهي عدن المعروفة الآن.
وتوجد بلدة أخرى اسمها عدن في غير اليمن، فيقال: عدن أبين تمييزاً لها عن غيرها.
والحديث سنده -كما قال قال الحافظ أبو بكر البزار - غريب.
وهو أيضاً منقطع، فـ سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر، وسعيد هو ابن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن مخزوم المخزومي أبو محمد المدني الأعور، رأس علماء التابعين وفردهم وخاطبهم وخطيبهم، ولد سنة خمس عشرة، روى عن عمر، وأبي وأبي ذر وأبي بكرة عند ابن ماجه، وعلي وعثمان وسعد في البخاري، ومسلم، وطائفة، وعنه الزهري وعمرو بن دينار وقتادة وبكير بن الأشج ويحيى بن سعيد الأنصاري وخلق.
قال ابن حجر: فهو -والله- أحد المقتدين به.
قال قتادة: ما رأيت أعلم بالحلال والحرام منه.
وقال أحمد: مرسلات سعيد صحاح، سمع من عمر.
وقال مالك: لم يسمع منه، ولكنه أكد على المساءلة في شأنه وأمره حتى كأنه رآه.
وقال أبو حاتم: هو أثبت التابعين في أبي هريرة.
قال أبو نعيم: مات سنة ثلاث وتسعين.