تفسير قوله تعالى:(والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً)
قال الله تعالى:{وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}[مريم:٣٣] قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقوله: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}[مريم:٣٣]، إثبات منه لعبوديته لله عز وجل وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ويموت ويبعث كسائر الخلائق].
وفيه الرد على النصارى القائلين بأنه ابن الله -قبحهم الله-، وأنه ثالث ثلاثة وأنه جزء من الله -تعالى الله عما يقولون- فيقول النصارى: إن عيسى جزء من الله وهو كلمة كن، والمسلمون يقولون: هو مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة، بل خلقه الله بكلمة كن، والنصارى يقولون: هو نفسه الكلمة، جعلوه جزءاً من الله؛ لأن الكلام صفة من صفات الله فقالوا: عيسى نفس كلمة كن، وهذا كفر وضلال، والمسلمون يعتقدون أن عيسى مخلوق بكلمة كن، أي: مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة، قال الله تعالى:{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[آل عمران:٥٩].
قال:[وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ويموت ويبعث كسائر الخلائق، ولكن له السلامة في هذه الأحوال التي هي أشق ما يكون على العباد صلوات الله وسلامه عليه].
فالموت والحياة والبعث فيها الشدة، أي: عند الموت، وعند البعث، وعند الولادة، فله السلامة في هذه المواطن.