قال المؤلف رحمه الله تعالى: [يخبر تعالى عن المشركين أنهم يستعجلون أيضاً بوقوع العذاب بهم؛ تكذيباً وجحوداً وكفراً وعناداً واستبعاداً، فقال:{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[يونس:٤٨].
قال الله تعالى:{لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ}[الأنبياء:٣٩] أي: لو تيقنوا أنها واقعة بهم لا محالة لما استعجلوا به، ولو يعلمون حين يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}[الزمر:١٦]، {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}[الأعراف:٤١].
وقال في هذه الآية:{حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ}[الأنبياء:٣٩]، وقال:{سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}[إبراهيم:٥٠]، فالعذاب محيط بهم من جميع جهاتهم {وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ}[الأنبياء:٣٩] أي: لا ناصر لهم كما قال: {وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ}[الرعد:٣٤].
وقوله:{بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً}[الأنبياء:٤٠] أي: تأتيهم النار بغتة، أي: فجأة {فَتَبْهَتُهُمْ}[الأنبياء:٤٠] أي: تذعرهم، فيستسلمون لها حائرين لا يدرون ما يصنعون].
وفي نسخة أخرى: تفزعهم، وتذعرهم وتفزعهم متقاربة، فهذا من الذعر وهذا من الفزع، وفي نسخة أخرى فتدعوهم، أي: تدعوهم إليها، نسأل الله العافية.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [{فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا}[الأنبياء:٤٠] أي: ليس لهم حيلة في ذلك.
{وَلا هُمْ يُنظَرُونَ}[الأنبياء:٤٠]، أي: ولا يؤخر عنهم ذلك ساعة واحدة.