للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم من يتنازل عن الإمامة لأجل مبلغ من المال]

السؤال

أتولى إمامة مسجد في مجمع سكني، وخدمات الكهرباء والماء والهاتف في منزل ذلك المسجد مجانية، وعرض علي مبلغ كبير مقابل أن أتنازل عن هذه الوظيفة لمن يدفع لي ذلك المبلغ، فهل يجوز لي ذلك؟

الجواب

الإمامة منصب ديني لا يؤخذ بمقابله المال، فلا يجوز له هذا، بل ينبغي للإنسان أن يقصد وجه الله والدار الآخرة، والوظائف الدينية لا يؤخذ عليها شيء من المال كالإمامة والأذان والحج والعبادات وغيرها من الوظائف الدينية، ومن أخذ على العبادة مال كإنسان يعطى مالاً حتى يؤذن، أو يصلي، أو يصوم، فهذا حرام، قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:١٥ - ١٦].

فمن حج للمال أو صلى لأجل المال فهو على خطر عظيم، لكن إذا أعطي من بيت المال مرتب أو أعطاه أحد معونة من دون أجرة لتفرغه فلا بأس، أما هذا الشخص يعطى من أجل أن يكون إماماً للناس مقصده الدنيا لا يجوز هذا، إذا كان له رغبة يبقى في المسجد وإلا يقدم تنازله ويأتي من هو أهل لذلك، وهذا المال مال سحت إذا أخذه من غير مقابل.