للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه ونأى مكسورة الهمزة مثل رأى والياء بعد الهمزة، وهذا قول لا إشكال فيه، وروى ابن سعدان عنه في جامعه، ونا بالفتح والمدّ بعد الهمزة، وقال عنه في مجرّده ونأى مهموزة موصولة، ولا معنى لقوله موصولة، والصواب «١» مقصورة، ولعله قد قال ذلك فغلط عليه، ونا عبد العزيز بن محمد «٢»، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: قال لي أبو بكر عن عبد العزيز بن محمد الهلالي عن أبيه «٣» عن محمد بن عمر الرومي «٤»، قال: روى يحيى عن أبي عمرو ونأى بالفتح، وبهذا قرأت أنا في رواية اليزيدي، وشجاع من جميع الطرق «٥» ما خلا أبا شعيب السوسي عن اليزيدي، فإن شيخنا أبا الفتح حكى لي عن قراءته في روايته عنه بالوجهين «٦» بإمالة فتحة الهمزة في السورتين وبإخلاص فتحها فيهما وقرأت في رواية عبد الوارث «٧» بإمالة فتحة الهمزة في السورتين. فأما نافع فقياس رواية من روى عن المسيّبي وإسماعيل وقالون «٨» إخلاص الفتح في ذوات الياء، ورواية من روى عنهم


(١) قلت: عبارته هذه تدل على تحريه ودقته ومعرفته، غفر الله له.
(٢) هنا جملة ضرب عليها الناسخ بخطه، وهي ساقطة في (م)، وهي: (عن أبيه عن محمد بن عمران المروي قال).
(٣) هو: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، أبو مسعود الهلالي البصري، روى الحرف عن محمد ابن عمر بن رومي عن اليزيدي وعنه ابنه عبد العزيز ومحمد بن نوح. (غاية النهاية) ٢/ ١٨٢.
(٤) هو محمد بن عمر بن عبد الله بن الرومي، ويقال فيروز، أبو عبد الله البصري، مقرئ جليل، أخذ القراءة عن العباس بن الفضل وأبي محمد اليزيدي وروى عن أحمد اللؤلؤي والكسائي حروفهما، وعنه محمد بن عبيد بن عقيل وعلي بن الحسن. (غاية) ٢/ ٢١٨.
(٥) وقال أبو بكر بن مجاهد: وأما أبو عمرو فروى عنه اليزيدي (ونئا) مفتوحة الهمز هاهنا، وفي السجدة: أهـ (السبعة) ٣٨٤.
(٦) تعقب الحافظ ابن الجزري هذا الوجه بقوله: انفرد فارس بن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي بالإمالة في الموضعين، وتبعه على ذلك الشاطبي، أجمع الرواة عن السوسي من جميع الطرق على الفتح، لا نعلم بينهم في ذلك خلافا، ولهذا لم يذكره له في المفردات (النشر) ٢/ ٤٤، وزاد العلامة البنا في (الإتحاف)، قوله: (ولهذا أسقطهما من الطيبة)، وحرر هذا الوجه العلامة عبد الفتاح القاضي في (بدوره) ١٨٩، قائلا: وما ذكره الشاطبي في الخلاف له في إمالة الهمز خروج عن طرقه وطرق أصله، فلا يقرأ له إلا بالفتح أهـ قلت: وقد ذكر المؤلف في (تيسيره) ١١٥، وجه الإمالة للسوسي بصيغة التضعيف" وقد روى عن أبي شعيب مثل ذلك" أهـ.
(٧) وأما ابن مجاهد في (السبعة) ٣٨٤، وسبط الخياط في (الاختيار) ٢/ ٥١٠، فقد ذكرا له فتح الهمزة هنا وإمالتها في فصلت.
(٨) لأن قالون لا يعتبر من أصحاب الإمالة، إنما له إمالة أحرف يسيرة في القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>