للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكت القارئ على آخر السورة سكتة خفيفة من غير قطع شديد ويسقط التنوين إن كان آخرها منوّنا غير منصوب، ويشير «١» إلى الرفع والجرّ، ليؤذن بانفصالهما، ثم يبتدئ بالسورة التي تليها، وقد حكى هذا بعينه بعض أئمتنا عن اليزيدي، إن شاء القارئ لم يسكت ووصل آخر السورة أوّل الأخرى وبيّن الإعراب وأثبت التنوين كمذهب حمزة سواء، وهذا الوجه [و] «٢» الذي اخترته يرويان عن ابن مجاهد رحمه الله، بلغني ذلك عنه وعن غيره من الأكابر. وحدّثني الفارسي عن أبي طاهر أن مذهب حمزة وأبي عمرو أن يصلا آخر السورة بأول السورة التي تليها.

١٠٥٨ - واختياري أيضا في مذهب من فصل أن يقف القارئ على آخر السورة ويقطع على ذلك، ثم يبتدئ بالتسمية موصولة بأول السورة الأخرى.

١٠٥٩ - وغير جائز عند أهل الأداء السكوت والقطع على التسمية إذا وصلت بآخر السورة؛ لأنها إنما رسمت في أوائل السور إعلاما بابتدائهنّ وانقضاء ما قبلهن، ولم ترسم في أواخرهنّ، فإن لم توصل بأواخر السور جاز القطع والسكت عليها، وكان تماما «٣».

١٠٦٠ - ولا خلاف بين القرّاء- فيما قرأنا لهم- في التسمية في أول فاتحة الكتاب، من فصل منهم، ومن لم يفصل «٤»؛ لأنها ابتداء القرآن، والاختلاف بين الفقهاء والعادّين من القرّاء في أنها آية وغير آية إنما جاء في أولها فقط إلا ما شذّ فيه بعضهم «٥». وقد ذكرنا الرواية بذلك عن نافع وأبي عمرو وحمزة قبل.

١٠٦١ - وكذا لا خلاف بين أهل الأداء في التسمية في أوائل السور إذا قطع على أواخر ما قبلهن ثم ابتدأ بهنّ من غير أن يوصلهن بما قبلهن في مذهب من


(١) الإشارة إلى الرفع تكون بالروم والإشمام. وإلى الجر بالروم فقط.
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) أي وكان الوقف تماما.
(٤) طمست في ت.
(٥) قال السخاوي في جمال القراء (ل ٧٤/ ظ): وأما إثباتها آية في أول كل سورة فلم يذهب إليه أحد من أهل العدد. اه وفي المغني لابن قدامة (١/ ٥٢٢) أن عبد الله بن المبارك والشافعي قالا البسملة آية من كل سورة، وأن أحمد وأبا حنيفة ومالكا والأوزاعي وعبد الله بن معبد الرماني ذهبوا إلى أنها ليست من الفاتحة ولا آية من غيرها. اه بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>