للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشورى: ٥٢] وما كنت ثاويا [القصص: ٤٥] ولم يؤت سعة [البقرة: ٢٤٧] ولّقد جئت شيئا نكرا [الكهف: ٧٤] وما أشبهه.

١١٣٣ - فأما قوله: ويقوم من ينصرنى [هود: ٣٠] ويقوم ما لى أدعوكم [غافر: ٤١] فلا أعلم خلافا بينهم في إدغام الميم في الميم «١»، وقياس ما أصلوه من إظهار المنقوص لما نقص منه موجب الإظهار؛ لأن الياء من آخره قد حذفت بالنداء، ولم يجمعوا على ذلك إلا عن أصل صحيح ورواية ثابتة، والله أعلم.

١١٣٤ - وقد روى القاسم «٢» بن عبد الوارث عن أبي عمر عن اليزيدي عنه من أنصار* رّبّنا [آل عمران: ١٩٢، ١٩٣] بالإدغام، وذلك غير جائز؛ لأن التنوين وإن كان غنّة من الأنف «٣»، فهو حرف فاصل بين المدغم والمدغم فيه، فيمتنع الإدغام لذلك. ولعل «٤» ما رواه القاسم من الإدغام في ذلك إنما أراد به إدغام التنوين وإذهاب غنّته في الراء، ولم يرد به إدغام الراء في مثلها، فإن كان أريد به ذلك دون ما ذكرناه فهو قول صحيح مجمع عليه عن أبي عمرو.

١١٣٥ - فأما ما عدا هذه المواضع الأربعة من الحرفين المتماثلين والمتقاربين، فإنه يدغم الأول منهما في الثاني في جميع القرآن، ولذلك أحكام أبيّنها، وأصول أشرحها على حسب قدرتي وروايتي إن شاء الله تعالى.

١١٣٦ - فأول ما أذكر أحكام المتماثلين ثم المتقاربين، وهما يردان على ضربين:

متصلين في كلمة واحدة، ومنفصلين من كلمتين، وأنا أفرد كلّ ضرب في باب على حدة ليقرب تناوله على المتحفظين ويسهل حفظه على الطالبين، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.


(١) سقطت (في الميم) من م.
(٢) من الطريق الثالث والتسعين بعد المائة.
(٣) في ت، م: (الألف). وهو خطأ.
(٤) كرر ناسخ ت (ولعل ما رواه القاسم من الإدغام). وزاد ناسخ م (ولعل ما وراه القاسم من الإدغام لذلك) مرتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>