للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحسبهم أنهم أرادوا أنه يهمزه إذا حقق القراءة أو قرأ في غير الصلاة.

١٦٦٩ - وكذا لا أعلم خلافا في ترك الهمز في قوله في يونس [٩٣] والحجّ [٢٦]: بوّأنا، وفي يوسف [٣٧]: إلّا نبّأتكما لأنها من الهمز، ولذا «١» رسم لام الفعل فيها ألفا وهي صورة للهمزة، ولو كان من غير الهمزة لرسمت لام الفعل ياء، والهمز وغير الهمز في ذلك لغتان، غير أن الهمز هو المجمع عليه في القرآن وهو الأكثر في اللغة، والأوجه في القياس.

١٦٧٠ - واختلف أصحابنا في قوله: بارئكم [البقرة: ٥٤] في الموضعين على مذهب أبي عمرو في إسكان الهمزة فيهما تخفيفا.

فكان بعضهم يرى تسهيلها وإبدالها ياء كما أبدلت في قوله: وإن أسأتم [الإسراء: ٧] وفادّرءتم [البقرة: ٧٢] وثمّ أنشأنا [المؤمنون: ٣١] وكما بدأنآ [الأنبياء: ١٠٤] وشبهه ألفا؛ لأن سكونها في ذلك تخفيف أيضا، وبذلك قرأت على أبي الحسن «٢» عن قراءته.

وكان آخرون لا يرون إبدالها في الموضعين الأولين لما بلغهما من التغيير والإعلال بذلك؛ لأنها كانت متحرّكة فأعلّت بالسكون للتخفيف، فإن أبدلت أعلّت مرّتين، وبذلك قرأت على أبي الفتح «٣» عن قراءته.

١٦٧١ - وقد «٤» كان بعض شيوخنا يرى ترك الهمز في الوقف في هود:

بادئ [هود: ٢٧] لأن الهمزة في ذلك تسكن للوقف، وذلك خطأ في مذهب أبي عمرو من جهتين:

إحداهما إيقاع الإشكال بما لا يهمز؛ إذ هو عنده من الابتداء الذي أصله الهمز لا من الظهور الذي لا أصل له في ذلك.


(١) وفي ت، م: (وليس) ولا يستقيم به السياق.
(٢) طاهر بن غليون من الطريقين: الثامن والخمسين، التاسع والخمسين وكلاهما بعد المائة.
(٣) فارس بن أحمد، وانظر الطرق/ ١٤٣ - ١٤٨/ ١٥٢ - ١٥٧/ ١٦١ - ١٦٥/ ١٦٨، ١٦٩.
(٤) من هنا إلى نهاية الفقرة بعد التالية نقله ابن الجزري في النشر (١/ ٤٠٧) من قول الحافظ في جامعه. ويقصد أبا عمرو الداني في جامع البيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>