للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: استهزئ [الأنعام: ١٠] وقرىء [الأعراف: ٢٠٤] ولكلّ امرئ [النور: ١١] ومن شطئ [القصص: ٣٠] ويستهزئ [البقرة: ١٥] ويبدئ [العنكبوت: ١٩] وو أبرىء [آل عمران: ٤٩] وو ينشئ [الرعد: ١٢] وو تبرئ [المائدة: ١١٠] والبارئ [الحشر: ٢٤] وما أشبهه. وإن كانت ضمّا أبدلاها واوا نحو قوله: إن امرؤا [النساء: ١٧٦] ولؤلؤ [الطور: ٢٤] وكأمثل اللّؤلؤ [الواقعة: ٢٣] وما أشبهه.

وسواء تحركت بالفتح أو الكسر أو الضم فإنها تسهل على حركة ما قبلها دون حركتها لتطرّفها؛ إذ كانت تسكن عند الوقف فدبرتها تلك الحركة كما تدبر الساكنة.

١٦٧٦ - وقد زعم قوم من أهل الأداء أن هذه الهمزة تسهل على حركتها دون حركة ما قبلها، فإن كانت مفتوحة جعلت بين الهمزة والألف، وإن كانت مكسورة جعلت بين الهمزة والياء، وإن كانت مضمومة جعلت بين الهمزة والواو، وهذا ليس بشيء؛ لأن الهمزة إنما تسهل بين بين في الموضع الذي يلزمها فيه الحركة في الوقف، وهو الحشو، فأما الموضع الذي يلزمها فيه السكون وهو الطرف فالبدل بحروف اللين أولى بها فيه من غيره؛ لبيانه وخفّته وبعده من الكلفة، فالقياس ما بدأنا به وهو مذهب جميع النحويين، وبه قرأت وعليه العمل.

١٦٧٧ - وكذلك رواه خلف عن سليم عن حمزة منصوصا في إن امرؤا «١»، أو من شاطىء «٢»، قال: يقف بالواو والياء. حدّثنا بذلك محمد بن «٣» علي عن ابن الأنباري عن إدريس عن خلف.

١٦٧٨ - وقال محمد بن واصل في كتاب الوقف: [وقف] «٤» حمزة على قوله:

أن لّا ملجأ [التوبة: ١١٨]، وبدأ الخلق [العنكبوت: ٢٠]، ومبوّأ صدق [يونس:

٩٣] بغير همز ولا مدّ.

١٦٧٩ - وقال أبو أيوب «٥» الضبّي في كتابه: حمزة يقف على الحروف المنصوبة


(١) انظر إيضاح الوقف والابتداء ١/ ٤٠٧.
(٢) انظر إيضاح الوقف والابتداء ١/ ٤٢١.
(٣) الإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان، وإدريس هو ابن عبد الكريم الحداد.
(٤) زيادة ليستقيم السياق.
(٥) اسمه سليمان بن يحيى بن أيوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>