للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والضّرّآء [البقرة: ١٧٧] والكبريآء [يونس: ٧٨] والبلؤا [الصافات: ١٠٦] وأغنيآء [البقرة: ٢٧٢] وأوليآء، والسّفهآء [البقرة: ١٣] وسوآء [التوبة: ٦] وبلآء [البقرة: ٤٩] وما أشبهه. وجاء بذلك عن حمزة نصّا الرفاعي «١»، فقال به سليم عنه: إذا مددت الحرف المهموز ثم سكّنت، فأخلف مكان الهمزة مدّة، أي:

أبدل بها «٢» ألفا.

١٦٩٩ - واختلف أصحابنا في تمكين مدّ الألف، فكان بعضهم يمكنهما زيادة ليفصل بذلك بينهما وبين المبدلة من الهمزة وليدلّ به عليها، وذلك قياس ما أجازه يونس «٣» في اضربان زيدا واضربنان زيدا على لغة من خفّف النون؛ لأنها تبدل في الوقف ألفا، فيجتمع ألفان فيزداد في المدّ لذلك.

١٧٠٠ - حدّثنا أحمد «٤» بن عمر قال: قال لنا أبو جعفر بن النحاس: إذا وقف يونس قال: اضربا، يمدّ صوته، يريد الألفين.

١٧٠١ - وكان آخرون لا يمكّنونها؛ لأنها لما التقت مع المبدلة من الهمزة حذفت للساكنين، فبطل التمكين الزائد لذلك، والتمكين أقيس؛ لانعقاد الإجماع على جواز الجمع بين الساكنين في الوقف، ولأن خلفا قد جاء به منصوصا عن سليم عن حمزة، فقال يقف بالمدّ من غير همز.

١٧٠٢ - وجائز أن تحذف المبدلة من الهمزة وتبقى هي، فعلى هذا يزاد في تمكينها أيضا ليدلّ بذلك على الهمزة بعدها.

١٧٠٣ - وقد أخذ كثير من أهل الأداء في هذا الفصل كله، فجعل الهمزة فيه بين بين دون البدل، فجعلوا المفتوحة بين الهمزة والألف، والمكسورة بين الهمزة


(١) محمد بن يزيد بن رفاعة.
(٢) في م: (منها).
(٣) يونس بن حبيب. وانظر قوله هذا في كتاب سيبويه منسوبا إلى يونس وناس من النحويين.
كتاب سيبويه ٣/ ٥٢٧.
(٤) أحمد بن محمد بن عمر بن محفوظ.
- أبو جعفر بن النحاس اسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، النحوي المصري، قال السيوطي: من أهل الفضل الشائع والعلم الذائع، وكان صادقا، مات سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة. بغية الوعاة ١/ ٣٦٢، حسن المحاضرة ١/ ٥٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>