للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد يظهرونها عندهما في جميع القرآن، وكذلك روى إسماعيل وورش وقالون عن نافع.

١٩٨٠ - وإذا أخفيت النون والتنوين عند الغين والخاء على مذهب من تقدم كان مخرجها من الخيشوم خاصة دون الفم. والخيشوم الحرف المنجذب إلى الفم، وذلك من حيث أجروا الغين، والخاء مجرى حروف الفم؛ للتقارب الذي بينهما وبينهن صار مخرج النون والتنوين معهما كمخرجهما معهنّ. وإذا أظهرا عندهما على مذهب الباقين كان مخرجهما من الفم «١»، وذلك من حيث أجروا الغين والخاء مجرى «٢» سائر حروف الحلق لكونها من جملتهنّ دون حروف الفم «٣». والرواة يعبّرون عن إخفاء النون والتنوين عندهما بالإدغام اتساعا ومجازا كما يعبرون عن الإدغام بالإخفاء، والله أعلم.

١٩٨١ - والحال الثانية: أن يكونا مدغمين بإجماع، وذلك عند خمسة أحرف يجمعها قولك: «لم يرو» اللام والراء والميم والياء والواو إذا كانت النون معهنّ من كلمتين لا غير، وسواء كان سكونها «٤» لازما أو عارضا، أو ثبتت مرسومة في الخط على الأصل، أو حذفت منه على اللفظ.

فعند اللام نحو قوله: فإن لّم تفعلوا [البقرة: ٢٤] وو من لّم يتب [الحجرات:

١١] وإن لّم يكن لّكم [الأنفال: ٦٥] «٥»، وألّا تعدلوا [النساء: ٢] وألّن نّجمع [القيامة: ٣] وفإلّم يستجيبوا لكم [هود: ١٤] ومتعا لّكم [المائدة: ٩٦] وما أشبهه.

وعند الميم نحو قوله: مّن مّال الله [النور: ٣٣] ومن مّآء [البقرة: ١٦٤] وإن يكن مّنكم [الأنعام: ١٣٩] وعمّ يتسآءلون [النبأ: ١] وممّ خلق [الطارق: ٥] وعمّا قليل [المؤمنين: ٤٠] وممّا جعلكم [الحديد: ٧] وو إمّا تعرضنّ [الإسراء:


(١) في م: (من اللام). وهو تحريف واضح.
(٢) في ت، م: (حروف سائر حروف). وزيادة (حروف) الأولى خطأ يجعل السياق مضطربا.
والذي في النشر (٢/ ٢٧). (باقي حروف الحلق).
(٣) نقل ابن الجزري تعليل المؤلف لتحول مخرج الغين والخاء عند الإخفاء،، وثباته عند الإظهار في النشر (٢/ ٢٧) دون أن يشير إلى مصدره في ذلك.
(٤) أي سكون النون.
(٥) وفي ت، م: (منه) ولا يوجد في التنزيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>