للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقرأني أبو الفتح وزر [الأنعام: ١٦٤] حيث وقع بإخلاص الفتح، وأقرأني ذلك غيره بالإمالة لأجل الكسرة، وأقرأني ابن غلبون «١» إرم ذات [الفجر: ٧] بإمالة الراء لأجل الكسرة، وأقرأنيه غيره بإخلاص فتحها لكون هذا الاسم بمنزلة الأعجمي من حيث اكتنفه فرعان العجمة والتأنيث، فمنع الصّرف لذلك كهو «٢» سواء، فوجب أن يجرى في إخلاص الفتح مجراه.

٢٣٣٨ - فأمّا قوله في: ألم نشرح [الانشراح: ١] وزرك [الانشراح: ٢] وذكرك [٤] فإن أبا الحسن قال لنا: إن الراء يحتمل فيها وجهين: الإمالة اليسيرة طردا للقياس مع الكسرة، والفتح «٣» للموافقة به بين رءوس آي السورة التي الراء فيها مفتوحة بإجماع للفتحة «٤» التي قبلها، نحو صدرك [الانشراح: ١] وظهرك [الانشراح: ٣].

٢٣٣٩ - وهذا الذي قاله حسن، غير أنه يلزم فيما ضاهى ذلك، نحو فجّرت [٣] وبعثرت [٤] في الانفطار، وكوّرت [١] وسيّرت [٣] ونظائرهما في التكوير؛ لأن ما قبل ذلك وما بعده من الكلم في الفواصل من السّورتين مفتوح، نحو انفطرت [الانفطار: ١] وانتثرت [الانفطار: ٢] وو أخّرت [الانفطار: ٥] وانكدرت [التكوير: ٢] وأحضرت [النساء: ١٢٨]. ولا أعلم خلافا في مجرى القياس من الإمالة في ذلك لأجل الكسرة.

٢٣٤٠ - واختلف شيوخنا أيضا في الراء إذا لحقها التنوين وحال بينها وبين الكسرة ساكن غير حرف استعلاء، نحو قوله: ذكرا [البقرة: ٢٠٠] وإمرا [الكهف: ٧١] وسترا [الكهف: ٩٠] ووزرا [طه: ١٠٠] وحجرا [الفرقان: ٢٢] وو صهرا [الفرقان: ٥٤] وما أشبهه.

٢٣٤١ - فأقرأني ذلك أبو الحسن بإمالة الراء بين بين وصلا ووقفا لأجل الكسرة وضعف الساكن الحائل بينها وبين الراء. وأقرأنيه ابن خاقان وأبو الفتح بإخلاص الفتح مناقضة للأصل، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين وغيرهم. وكذلك رواه


(١) من الطريق السادس والسبعين.
(٢) أي كالأعجمي.
(٣) في م: (والفتحة) ولا تلائم السياق.
(٤) في م: (الفتحة). ولا يستقيم بها السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>