قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [آل عمران: ١٤]: يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أسيد كما ثبت في الصحيح أنه عليه السلام قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه، مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والإكثار منه و"إن خير هذه الأمة كان أكثرها نساء" وقوله عليه السلام: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرته، وان أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" وقوله: "حُبِّبَ إلي النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة". وقال الحافظ في "الفتح" ٩/ ١٣٨: وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشدُّ من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك ... وغير الصالحة منهن تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين، وحمله على التهالك على طلب الدنيا، وذلك أشد الفساد. وقال علي القاري في "شرح المشكاة" ٣/ ٤٠٤ تعليقًا على قوله: "أضر على الرجال من النساء": لأن الطباع كثيرًا تميل إليهن، وتقع في الحرام لأجلهن، وتسعى للقتال والعداوة بسببهن، وأقل ذلك أن تُرَغِّبه في الدنيا وتطلب منه الانهماك فيها، والتماس الرزق من غير حله، وأيُّ فساد أضرُّ من هذا؟. (١) إسناده شديد الضعف. خارجة بن مصعب قال الحافظ في "التقريب": متروك وكان يُدلس عن الكذابين. =