للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ سارة إلى بيتها وكانت في زاوية تنظر إليهم. فِي صَرَّةٍ في صيحة من الصرير، ومحله النصب على الحال أو المفعول إن أول فأقبلت بأخذت. فَصَكَّتْ وَجْهَها فلطمت بأطراف الأصابع جبهتها فعل المتعجب. وقيل وجدت حرارة دم الحيض فلطمت وجهها من الحياء. وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ أي أنا عجوز عاقر فكيف ألد.

قالُوا كَذلِكَ مثل ذلك الذي بشرنا به. قالَ رَبُّكِ وإنما نخبرك به عنه. إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ فيكون قوله حقاً وفعله محكما.

[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٣١ الى ٣٤]

قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤)

قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ لما علم أنهم ملائكة وأنهم لا ينزلون مجتمعين إلا لأمر عظيم سأل عنه.

قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ يعنون قوم لوط.

لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ يريد السجيل فإنه طين متحجر.

مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ مرسلة من أسمت الماشية، أو معلمة من السومة وهي العلامة. لِلْمُسْرِفِينَ المجاوزين الحد في الفجور.

[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٣٥ الى ٣٧]

فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٣٧)

فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها في قرى قوم لوط وإضمارها ولم يجر ذكرها لكونها معلومة. مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ممن آمنَ بلوط.

فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غير أهل بيت من المسلمين، واستدل به على اتحاد الإِيمان والإِسلام وهو ضعيف لأن ذلك لا يقتضي إلا من صدق المؤمن والمسلم على من اتبعه، وذلك لا يقتضي اتحاد مفهوميهما لجواز صدق المفهومات المختلفة على ذات واحدة.

وَتَرَكْنا فِيها آيَةً علامة. لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ فإنهم المعتبرون بها وهي تلك الأحجار، أو صخر منضود فيها أو ماء أسود منتن.

[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٣٨ الى ٤٠]

وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠)

وَفِي مُوسى عطف على وَفِى الأرض، أو تَرَكْنا فِيها على معنى وجعلنا في موسى كقوله:

علفتها تبناً وماء بارداً. إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ هو معجزاته كالعصا واليد.

فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ فأعرض عن الإِيمان به كقوله وَنَأى بِجانِبِهِ أو فتولى بما كان يتقوى به من جنوده، وهو اسم لما يركن إليه الشيء ويتقوى به. وقرئ بضم الكاف. وَقالَ ساحِرٌ أي هو ساحر. أَوْ مَجْنُونٌ كأنه جعل ما ظهر عليه من الخوارق منسوباً إلى الجن، وتردد في أنه حصل ذلك باختياره وسعيه أو بغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>