إِلَيْهِ صلة ل يَأْتُوا أو ل مُذْعِنِينَ وتقديمه للاختصاص.
أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ كفر أو ميل إلى الظلم. أَمِ ارْتابُوا بأن رأوا منك تهمة فزال يقينهم وثقتهم بك.
أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ في الحكومة. بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ إضراب عن القسمين الأخيرين لتحقيق القسم الأول، ووجه التقسيم أن امتناعهم إما لخلل فيهم أو في الحاكم، والثاني إما أن يكون محققاً عندهم أو متوقعاً وكلاهما باطل، لأن منصب نبوته وفرط أمانته صلّى الله عليه وسلّم يمنعه فتعين الأول وظلمهم يعم خلل عقيدتهم وميل نفوسهم إلى الحيف والفصل لنفي ذلك عن غيرهم سيما المدعو إلى حكمه.
[سورة النور (٢٤) : الآيات ٥١ الى ٥٢]
إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٥٢)
إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ على عادته تعالى في اتباع ذكر المحق المبطل والتنبيه على ما ينبغي بعد إنكاره لما لا ينبغي، وقرئ قَوْلَ بالرفع ولِيَحْكُمَ على البناء للمفعول وإسناده إلى ضمير مصدره على معنى ليفعل الحكم.
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فيما يأمرانه أو في الفرائض والسنن. وَيَخْشَ اللَّهَ على ما صدر عنه من الذنوب. وَيَتَّقْهِ فيما بقي من عمره، وقرأ يعقوب وقالون عن نافع بلا ياء وأبو بكر وأبو عمرو بسكون الهاء، وحفص بسكون القاف فشبه تقه بكتف وخفف والهاء ساكنة في الوقف بالاتفاق. فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ بالنعيم المقيم.
[سورة النور (٢٤) : الآيات ٥٣ الى ٥٤]
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٥٣) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٥٤)
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ
إنكار للامتناع عن حكمه. لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ
بالخروج عن ديارهم وأموالهم.
لَيَخْرُجُنَ
جواب ل أَقْسَمُوا
على الحكاية. قُلْ لاَّ تُقْسِمُوا
على الكذب. طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ
أي المطلوب منكم طاعة معروفة لا اليمين على الطاعة النفاقية المنكرة. أو طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ
أمثل منها أو لتكن طاعة، وقرئت بالنصب على أطيعوا طاعة. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ
فلا يخفى عليه سرائركم.
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ أمر بتبليغ ما خاطبهم الله به على الحكاية مبالغة في تبكيتهم. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ أي على محمد صلّى الله عليه وسلّم. مَا حُمِّلَ من التبليغ. وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ من الامتثال. وَإِنْ تُطِيعُوهُ في حكمه. تَهْتَدُوا إلى الحق. وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ التبليغ الموضح لما كلفتم به، وقد أدى وإنما بقي مَّا حُمِّلْتُمْ فإن أديتم فلكم وإن توليتم فعليكم.
[[سورة النور (٢٤) : آية ٥٥]]
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٥٥)
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ خطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم وللأمة أوله ولمن معه ومن للبيان لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ليجعلنهم خلفاء متصرفين في الأرض تصرف الملوك في مماليكهم، وهو جواب قسم مضمر تقديره وعدهم الله وأقسم ليستخلفنهم، أو الوعد في تحققه منزل منزلة القسم. كَمَا اسْتَخْلَفَ