للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أي إن ملة التوحيد والإِسلام ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها فكونوا عليها. أُمَّةً واحِدَةً غير مختلفة فيما بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا مشاركة لغيرها في صحة الاتباع. وقرئ «أُمَتُكُمْ» بالنصب على البدل و «أُمَّةٌ» بالرفع على الخبر وقرئتا بالرفع عن أنهما خبران. وَأَنَا رَبُّكُمْ لا إله لكم غيري. فَاعْبُدُونِ لا غير.

[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٩٣ الى ٩٤]

وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (٩٤)

وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ صرفه إلى الغيبة التفاتاً لينعى على الذين تفرقوا في الدين وجعلوا أمره قطعاً موزعة بقبيح فعلهم إلى غيرهم. كُلٌّ من الفرق المتحزبة. إِلَيْنا راجِعُونَ فنجازيهم.

فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بالله ورسله. فَلا كُفْرانَ فلا تضييع. لِسَعْيِهِ استعير لمنع الثواب كما استعير الشكر لإِعطائه ونفي الجنس للمبالغة. وَإِنَّا لَهُ لسعيه. كاتِبُونَ مثبتون في صحيفة عمله لا يضيع بوجه ما.

[[سورة الأنبياء (٢١) : آية ٩٥]]

وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥)

وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ وممتنع على أهلها غير متصور منهم. وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي «وَحِرْمٌ» بكسر الحاء وإسكان الراء وقرئ «حرم» . أَهْلَكْناها حكمنا بإهلاكها أو وجدناها هالكة. أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ رجوعهم إلى التوبة أو الحياة ولا صلة، أو عدم رجوعهم للجزاء وهو مبتدأ خبره حرام أو فاعل له ساد مسد خبره أو دليل عليه وتقديره: توبتهم أو حياتهم أو عدم بعثهم، أو لأنهم لاَ يَرْجِعُونَ ولا ينيبون وَحَرامٌ خبر محذوف أي وحرام عليها ذاك وهو المذكور في الآية المتقدمة ويؤيده القراءة بالكسر. وقيل حَرامٌ عزم وموجب عليهم أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ.

[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٩٦ الى ٩٧]

حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (٩٧)

حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ متعلق ب حَرامٌ أو بمحذوف دل الكلام عليه، أو ب لاَ يَرْجِعُونَ أي يستمر الامتناع أو الهلاك أو عدم الرجوع إلى قيام الساعة وظهور أماراتها: وهو فتح سد يأجوج ومأجوج وهي حتى التي يحكى الكلام بعدها، والمحكي هي الجملة الشرطية. وقرأ ابن عامر ويعقوب فُتِحَتْ بالتشدد. وَهُمْ يعني يأجوج ومأجوج أو الناس كلهم. مِنْ كُلِّ حَدَبٍ نشز من الأرض، وقرئ «جدث» وهو القبر. يَنْسِلُونَ يسرعون من نسلان الذئب وقرئ بضم السين.

وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ وهو القيامة. فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا جواب الشرط و «إذا» للمفاجأة تسد مسد الفاء الجزائية كقوله تعالى: إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ فإذا جاءت الفاء معها تظاهرتا على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد، والضمير للقصة أو مبهم يفسره الأبصار. يَا وَيْلَنا مقدر بالقول واقع موقع الحال من الموصول. قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا لم نعلم أنه حق. بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ لأنفسنا بالإِخلال بالنظر وعدم الاعتداد بالنذر.

[[سورة الأنبياء (٢١) : آية ٩٨]]

إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (٩٨)

.

<<  <  ج: ص:  >  >>