كالعباس أو الفضل، أو لأن المراد وآتينا داود بعض الزبر، أو بعضاً من الزبور فيه ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام.
[سورة الإسراء (١٧) : الآيات ٥٦ الى ٥٧]
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (٥٦) أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً (٥٧)
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أنها آلهة. مِنْ دُونِهِ كالملائكة والمسيح وعزير. فَلا يَمْلِكُونَ فلا يستطيعون. كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ كالمرض والفقر والقحط. وَلا تَحْوِيلًا ولا تحويل ذلك منكم إلى غيركم.
أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ هؤلاء الآلهة يبتغون إلى الله القرابة بالطاعة. أَيُّهُمْ أَقْرَبُ بدل من واو يَبْتَغُونَ أي يبتغي من هو أقرب منهم إلى الله الوسيلة فكيف بغير الأقرب. وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ كسائر العباد فكيف تزعمون أنهم آلهة. إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً حقيقاً بأن يحذره كل أحد حتى الرسل والملائكة.
[سورة الإسراء (١٧) : الآيات ٥٨ الى ٥٩]
وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٥٨) وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (٥٩)
وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ بالموت والاستئصال. أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً بالقتل وأنواع البلية. كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ في اللوح المحفوظ. مَسْطُوراً مكتوباً.
وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ وما صرفنا عن إرسال الآيات التي اقترحها قريش. إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ إلا تكذيب الأولين الذين هم أمثالهم في الطبع كعاد وثمود، وأنها لو أرسلت لكذبوا بها تكذيب أولئك، واستوجبوا الاستئصال على ما مضت به سنتنا وقد قضينا أن لا نستأصلهم، لأن منهم من يؤمن أو يلد من يؤمن. ثم ذكر بعض الأمم المهلكة بتكذيب الآيات المقترحة فقال:
وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ بسؤالهم. مُبْصِرَةً بينة ذات أبصار أو بصائر، أو جاعلتهم ذوي بصائر وقرئ بالفتح. فَظَلَمُوا بِها فكفروا بها، أو فظلموا أنفسهم بسبب عقرها. وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ أي بالآيات المقترحة. إِلَّا تَخْوِيفاً من نزول العذاب المستأصل، فإن لم يخافوا نزل أو بغير المقترحة كالمعجزات وآيات القرآن إلا تخويفاً بعذاب الآخرة، فإن أمر من بعثت إليهم مؤخر إلى يوم القيامة، والباء مزيدة أو في موقع الحال والمفعول محذوف.
[[سورة الإسراء (١٧) : آية ٦٠]]
وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (٦٠)
وَإِذْ قُلْنا لَكَ واذكر إذ أوحينا إليك. إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ فهم في قبضة قدرته، أو أحاط بقريش بمعنى أهلكهم من أحاط بهم العدو، فهي بشارة بوقعة بدر والتعبير بلفظ الماضي لتحقق وقوعه، وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ليلة المعراج وتعلق به من قال أنه كان في المنام، ومن قال إنه كان في اليقظة فسر الرؤيا بالرؤية. أو عام الحديبية حين رأى أنه دخل مكة. وفيه أن الآية مكية إلا أن يقال رآها بمكة وحكاها حينئذ،