[(٥٢) سورة والطور]
مكية وآيها تسع أو ثمان وأربعون آية
[سورة الطور (٥٢) : الآيات ١ الى ٣]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣)
وَالطُّورِ يريد طور سينين، وهو جبل بمدين سمع فيه موسى عليه السلام كلام الله تعالى، وَالطُّورِ الجبل بالسريانية أو ما طار من أوج الإِيجاد إلى حضيض المواد، أو من عالم الغيب إلى عالم الشهادة.
وَكِتابٍ مَسْطُورٍ مكتوب، والسطر ترتيب الحروف المكتوبة. والمراد به القرآن أو ما كتبه الله في اللوح المحفوظ، أو ألواح موسى عليه السلام، أو في قلوب أوليائه من المعارف والحكم أو ما تكتبه الحفظة.
فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ الرق الجلد الذي يكتب فيه استعير لما كتب فيه الكتاب، وتنكيرهما للتعظيم والإِشعار بأنهما ليسا من المتعارف فيما بين الناس.
[سورة الطور (٥٢) : الآيات ٤ الى ٦]
وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦)
وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ يعني الكعبة وعمارتها بالحجاج والمجاورين، أو الضراح وهو في السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة، أو قلب المؤمن وعمارته بالمعرفة والإخلاص.
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ يعني السماء.
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ أي المملوء وهو المحيط، أو الموقد من قوله: وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ
روي أنه تعالى يجعل يوم القيامة البحار ناراً يسجر بها نار جهنم، أو المختلط من السجير وهو الخليط.
[سورة الطور (٥٢) : الآيات ٧ الى ١٠]
إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) مَّا لَهُ مِنْ دافِعٍ (٨) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (٩) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (١٠)
إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ لنازل.
مَّا لَهُ مِنْ دافِعٍ يدفعه، ووجه دلالة هذه الأمور المقسم بها على ذلك أنها أمور تدل على كمال قدرة الله تعالى وحكمته وصدق أخباره وضبطه أعمال العباد للمجازاة.
يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً تضطرب، والمور تردد في المجيء والذهاب، وقيل تحرك في تموج ويَوْمَ ظرف.
وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً أي تسير عن وجه الأرض فتصير هباء.
[سورة الطور (٥٢) : الآيات ١١ الى ١٤]
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٤)