فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً يتمنى الثبور ويقول يا ثبوراه وهو الهلاك.
وَيَصْلى سَعِيراً وقرأ الحجازيان والشامي وَيَصْلى لقوله: وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ وقرئ «ويصلى» لقوله: ونصليه جهنم.
[سورة الانشقاق (٨٤) : الآيات ١٣ الى ١٥]
إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤) بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (١٥)
إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ أي في الدنيا. مَسْرُوراً بطراً بالمال والجاه فارغاً عن الآخرة.
إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ لن يرجع إلى الله تعالى.
بَلى إيجاب لما بعد لَنْ. إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً عالماً بأعماله فلا يهمله بل يرجعه ويجازيه.
[سورة الانشقاق (٨٤) : الآيات ١٦ الى ١٩]
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩)
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ الحمرة التي ترى في أفق المغرب بعد الغروب. وعن أبي حنيفة رحمه الله تعالى:
أنه البياض الذي يليها، سمي به لرقته من الشفقة.
وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ وما جمعه وستره من الدواب وغيرها يقال: وسقه فاتسق واستوسق، قال:
مُسْتَوْسِقَاتٍ لَوْ يَجِدْنَ سَائِقاً. أو طرده إلى أماكنه من الوسيقة.
وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ اجتمع وتم بدراً.
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ حالاً بعد حال مطابقة لأختها في الشدة، وهو لما طابق غيره فقيل للحال المطابقة، أو مراتب من الشدة بعد المراتب هي الموت ومواطن القيامة وأهوالها، أو هي وما قبلها من الدواهي على أنه جمع طبقة. وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي لَتَرْكَبُنَّ بالفتح على خطاب الإنسان باعتبار اللفظ، أو الرسول عليه الصلاة والسلام على معنى لَتَرْكَبُنَّ حالاً شريفة ومرتبة عالية بعد حال ومرتبة، أو طَبَقاً من أطباق السماء بعد طبق ليلة المعراج وبالكسر على خطاب النفس، وبالياء على الغيبة وعَنْ طَبَقٍ صفة ل طَبَقاً أو حال من الضمير بمعنى مجاوز ال طَبَقٍ أو مجاوزين له.
[سورة الانشقاق (٨٤) : الآيات ٢٠ الى ٢١]
فَما لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١)
فَما لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بيوم القيامة.
وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ لا يخضعون أو لاَ يَسْجُدُونَ لتلاوته. لما
روي: أنه عليه الصلاة والسلام قرأ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ فسجد بمن معه من المؤمنين، وقريش تصفق فوق رؤوسهم فنزلت.
واحتج به أبو حنيفة على وجوب السجود فإنه ذم لمن سمعه ولم يسجد.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه سجد فيها وقال: والله ما سجدت فيها إلا بعد أن رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يسجد فيها.
[سورة الانشقاق (٨٤) : الآيات ٢٢ الى ٢٥]
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥)
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ أي بالقرآن.