وَالْقَمَرَ
، وجاز إنفرادهما بها لعدم اللبس والضمير لهما، وإنما جمع باعتبار المطالع وجعل الضمير واو العقلاء لأن السباحة فعلهم.
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٣٤ الى ٣٥]
وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ (٣٤) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٣٥)
وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ نزلت حين قالوا نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون وفي معناه قوله:
فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا ... سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا
والفاء لتعلق الشرط بما قبله والهمزة لإِنكاره بعد ما تقرر ذلك.
كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ذائقة مرارة مفارقتها جسدها، وهو برهان على ما أنكروه. وَنَبْلُوكُمْ ونعاملكم معاملة المختبر. بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ بالبلايا والنعم. فِتْنَةً ابتلاء مصدر من غير لفظه. وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ فنجازيكم حسب ما يوجد منكم من الصبر والشكر، وفيه إيماء بأن المقصود من هذه الحياة والابتلاء والتعريض للثواب والعقاب تقريرا لما سبق.
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٣٦ الى ٣٧]
وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ (٣٦) خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (٣٧)
وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ ما يتخذونك. إِلَّا هُزُواً إلا مهزوءاً به ويقولون: أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ أي بسوء، وإنما أطلقه لدلالة الحال فإن ذكر العدو لا يكون إلا بسوء. وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ بالتوحيد أو بإرشاد الخلق ببعث الرسل وإنزال الكتب رحمة عليهم أو بالقرآن. هُمْ كافِرُونَ منكرون فهم أحق أن يهزأ بهم، وتكرير الضمير للتأكيد والتخصيص ولحيلولة الصلة بينه وبين الخبر.
خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ كأنه خلق منه لفرط استعجاله وقلة ثباته كقولك: خلق زيد من الكرم، جعل ما طبع عليه بمنزلة المطبوع وهو منه مبالغة في لزومه له ولذلك قيل: إِنه على القلب ومن عجلته مبادرته إلى الكفر واستعجال الوعيد.
روي أنها نزلت في النضر بن الحرث حين استعجل العذاب.
سَأُرِيكُمْ آياتِي نقماتي في الدنيا كوقعة بدر وفي الآخرة عذاب النار. فَلا تَسْتَعْجِلُونِ بالإِتيان بها، والنهي عما جبلت عليه نفوسهم ليقعدوها عن مرادها.
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٣٨ الى ٤٠]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٣٩) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٤٠)
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ وقت وعد العذاب أو القيامة. إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ يعنون النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضي الله عنهم.
لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ محذوف الجواب وحِينَ مفعول يَعْلَمُ أي: لو يعلمون الوقت الذي يستعجلون منه بقولهم مَتى هذَا الْوَعْدُ وهو حين تحيط بهم النار من كل جانب بحيث لا يقدرون على دفعها ولا يجدون ناصراً يمنعها لما استعجلوا، ويجوز أن يترك مفعول يَعْلَمُ ويضمر لحين فعل بمعنى: لو كان لهم علم لما استعجلوا يعلمون