للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجر في كذا إذا جلبه وفيه إيماء بأنهم تجار. وَإِقامِ الصَّلاةِ عوض فيه الإِضافة من التاء المعوضة عن العين الساقطة بالإِعلال كقوله:

وَأَخْلَفُوكَ عد الأَمرِ الَّذِي وَعَدُوا وَإِيتاءِ الزَّكاةِ ما يجب إخراجه من المال للمستحقين. يَخافُونَ يَوْماً مع ما هم عليه من الذكر والطاعة. تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ تضطرب وتتغير من الهول، أو تتقلب أحوالها فتفقه القلوب ما لم تكن تفقه وتبصر الأبصار ما لم تكن تبصر، أو تتقلب القلوب مع توقع النجاة وخوف الهلاك والأبصار من أي ناحية يؤخذ بهم ويؤتى كتابهم.

لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ متعلق بيسبح أو لا تلهيهم أو يخافون. أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا أحسن جزاء ما عملوا الموعود لهم من الجنة. وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ أشياء لم يعدهم بها على أعمالهم ولم تخطر ببالهم. وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ تقرير للزيادة وتنبيه على كمال القدرة ونفاذ المشيئة وسعة الإِحسان.

[[سورة النور (٢٤) : آية ٣٩]]

وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (٣٩)

وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ والذين كفروا حالهم على ضد ذلك فإن أعمالهم التي يحسبونها صالحة نافعة عند الله يجدونها لاغية مخيبة في العاقبة كالسراب، وهو ما يرى في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري، والقيعة بمعنى القاع وهو الأرض الخالية عن النبات وغيره المستوية، وقيل جمعه كجار وجيرة وقرئ «بقيعات» كديمات في ديمة. يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً أي العطشان وتخصيصه لتشبيه الكافر به في شدة الخيبة عند مسيس الحاجة. حَتَّى إِذا جاءَهُ جاء ما توهمه ماء أو موضعه. لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً مما ظنه. وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ عقابه أو زبانيته أو وجده محاسباً إياه. فَوَفَّاهُ حِسابَهُ استعراضاً أو مجازاة. وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ لا يشغله حساب عن حساب.

روي أنها نزلت في عتبة ابن ربيعة بن أمية تعبد في الجاهلية والتمس الدين فلما جاء الإِسلام كفر.

[[سورة النور (٢٤) : آية ٤٠]]

أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (٤٠)

أَوْ كَظُلُماتٍ عطف على كَسَرابٍ وأَوْ للتخيير فإن أعمالهم لكونها لاغية لا منفعة لها كالسراب، ولكونها خالية عن نور الحق كالظلمات المتراكمة من لج البحر والأمواج والسحاب، أو للتنويع فإن أعمالهم إن كانت حسنة فكالسراب وإن كانت قبيحة فكالظلمات، أو للتقسيم باعتبار وقتين فإنها كالظلمات في الدنيا وكالسراب في الآخرة. فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ ذي لج أي عميق منسوب إلى اللج وهو معظم الماء.

يَغْشاهُ يغشى البحر. مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ أي أمواج مترادفة متراكمة. مِنْ فَوْقِهِ من فوق الموج الثاني.

سَحابٌ غطى النجوم وحجب أنوارها، والجملة صفة أخرى لل بَحْرٍ. ظُلُماتٌ أي هذه ظلمات.

بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ وقرأ ابن كثير ظُلُماتٌ بالجر على إبدالها من الأولى أو بإضافة ال سَحابٌ إليها في رواية البزي. إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ وهي أقرب ما يرى إليه. لَمْ يَكَدْ يَراها لم يقرب أن يراها فضلاً أن يراها كقول ذي الرمة:

إِذَا غَيَّرَ النَّأَي المُحِبِّينَ لَمْ يَكد ... رَسِيسُ الهَوَى مِنْ حُبِّ مَيَّةَ يَبْرَحُ

والضمائر للواقع في البحر وإن لم يجر ذكره لدلالة المعنى عليه. وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً ومن لم

<<  <  ج: ص:  >  >>