الطبع. إِلَّا الرَّحْمنُ الشامل رحمته كل شيء بأن خلقهن على أشكال وخصائص هيأتهن للجري في الهواء.
إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ يعلم كيف يخلق الغرائب ويدبر العجائب.
[سورة الملك (٦٧) : الآيات ٢٠ الى ٢١]
أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (٢٠) أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١)
أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ عديل لقوله أَوَلَمْ يَرَوْا على معنى أو لم تنظروا في أمثال هذه الصنائع، فلم تعلموا قدرتنا على تعذيبهم بنحو خسف وإرسال حاصب، أم لكم جند ينصركم من دون الله إن أرسل عليكم عذابه فهو كقوله أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا إلا أنه أخرج مخرج الاستفهام عن تعيين من ينصرهم إشعاراً بأنهم اعتقدوا هذا القسم، ومن مبتدأ وهذَا خبره والَّذِي بصلته صفته ويَنْصُرُكُمْ وصف ل جُنْدٌ محمول على لفظه. إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ لا معتمد لهم.
أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ أم من يشار إليه ويقال هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ. إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بإمساك المطر وسائر الأسباب المخلصة والموصلة له إليكم. بَلْ لَجُّوا تمادوا. فِي عُتُوٍّ عناد. وَنُفُورٍ شراد عن الحق لتنفر طباعهم عنه.
[[سورة الملك (٦٧) : آية ٢٢]]
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢)
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى يقال كببته فأكب وهو من الغرائب كقشع الله السحاب فأقشع، والتحقيق أنهما من باب أنفض بمعنى صار ذا كب وذا قشع، وليسا مطاوعي كب وقشع بل المطاوع لهما أنكب وانقشع، ومعنى مُكِبًّا أنه يعثر كل ساعة ويخر على وجهه لوعورة طريقه واختلاف أجزائه، ولذلك قابله بقوله: أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا قائماً سالماً من العثار. عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ مستوي الأجزاء والجهة، والمراد تمثيل المشرك والموحد بالسالكين والدينين بالمسلكين، ولعل الاكتفاء بما في الكب من الدلالة على حال المسلك للإشعار بأن ما عليه المشرك لا يستأهل أن يسمى طريقاً، كمشي المتعسف في مكان متعاد غير مستو. وقيل المراد بالمكب الأعمى فإنه يتعسف فينكب وبالسوي البصير، وقيل من يَمْشِي مُكِبًّا هو الذي يحشر على وجهه إلى النار ومن يَمْشِي سَوِيًّا الذي يحشر على قدميه إلى الجنة.
[سورة الملك (٦٧) : الآيات ٢٣ الى ٢٤]
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤)
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ لتسمعوا المواعظ. وَالْأَبْصارَ لتنظروا صنائعه. وَالْأَفْئِدَةَ لتتفكروا وتعتبروا. قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ باستعمالها فيما خلقت لأجلها.
قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ للجزاء.
[سورة الملك (٦٧) : الآيات ٢٥ الى ٢٧]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧)
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ أي الحشر أو ما وعدوا به من الخسف والحاصب. إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ يعنون النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنين.
قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ أي علم وقته. عِنْدَ اللَّهِ لا يطلع عليه غيره. وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ والإِنذار يكفي