ثُمَّ أَدْبَرَ عن الطاعة. يَسْعى ساعياً في إبطال أمره أو أدبر بعد ما رأى الثعبان مرعوباً مسرعاً في مشيه.
[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٢٣ الى ٢٦]
فَحَشَرَ فَنادى (٢٣) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (٢٤) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (٢٥) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (٢٦)
فَحَشَرَ فجمع السحرة أو جنوده. فَنادى في المجمع بنفسه أو بمناد.
فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى أعلى كل من يلي أمركم.
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى أخذا منكلاً لمن رآه، أو سمعه في الآخرة بالإِحراق وفي الدنيا بالإِغراق، أو على كلمته الْآخِرَةِ وهي هذه وكلمته الأولى وهو قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي أو للتنكيل فيهما، أو لهما، ويجوز أن يكون مصدراً مؤكداً مقدراً بفعله.
إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى لمن كان من شأنه الخشية.
[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٢٧ الى ٢٩]
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩)
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أصعب خلقاً. أَمِ السَّماءُ ثم بين كيف خلقها فقال: بَناها ثم بين البناء فقال:
رَفَعَ سَمْكَها أي جعل مقدار ارتفاعها من الأرض أو ثخنها الذاهب في العلو رفيعاً. فَسَوَّاها فعدلها أو فجعلها مستوية، أو فتممها بما يتم به كمالها من الكواكب والتداوير وغيرها من قولهم: سوى فلان أمره إذا أصلحه.
وَأَغْطَشَ لَيْلَها أظلمه منقول من غطش الليل إذا أظلم، وإنما أضافه إليها لأنه يحدث بحركتها.
وَأَخْرَجَ ضُحاها وأبرز ضوء شمسها. كقوله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها يريد النهار.
[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٣٠ الى ٣٣]
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (٣١) وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٣)
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها بسطها ومهدها للسكنى.
أَخْرَجَ مِنْها ماءَها بتفجير العيون. مَرْعاها ورعيها وهو في الأصل لموضع الرعي، وتجريد الجملة عن العاطف لأنها حال بإضمار قد أو بيان للدحو.
وَالْجِبالَ أَرْساها أثبتها وقرئ «والأرض» و «الجبال» بالرفع على الابتداء، وهو مرجوح لأن العطف على فعلية.
مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ تمتيعا لكم ولمواشيكم.
[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٣٤ الى ٣٩]
فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ مَا سَعى (٣٥) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٣٨)
فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩)
فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الداهية التي تطم أي تعلو على سائر الدواهي. الْكُبْرى التي هي أكبر الطامات وهي القيامة، أو النفخة الثانية أو الساعة التي يساق فيها أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار.
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ مَا سَعى بأن يراه مدوناً في صحيفته وكان قد نسيه من فرط الغفلة أو طول المدة،