للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو بدل من «إذا جاءت» وما موصولة أو مصدرية وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ وأظهرت. لِمَنْ يَرى لكل راء بحيث لا تخفى على أحد، وقرئ «وَبُرّزَتِ» و «لمن رأى» و «لمن ترى» على أن فيه ضمير الجحيم كقوله تعالى: إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ. أو أنه خطاب للرسول صلّى الله عليه وسلم أي لمن تراه من الكفار، وجواب فَإِذا جاءَتِ محذوف دل عليه يَوْمَ يَتَذَكَّرُ أو ما بعده من التفصيل.

فَأَمَّا مَنْ طَغى حتى كفر.

وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فانهمك فيها ولم يستعد للآخرة بالعبادة وتهذيب النفس.

فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى هي مأواه واللام فيه سادة مسد الإضافة للعلم بأن صاحب المأوى هو الطاغي، وهي فصل أو مبتدأ.

[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٤٠ الى ٤١]

وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤١)

وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ مقامه بين يدي ربه لعلمه بالمبدأ والمعاد.

وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى لعلمه بأنه مرد.

فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ليس له سواها مأوى.

[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٤٢ الى ٤٤]

يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤)

يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها متى إرسَاؤهَا أي إقامتها وإثباتها، أو منتهاها ومستقرها من مرسى السفينة وهو حيث تنتهي إليه وتستقر فيه.

فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها في أي شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم أي ما أنت من ذكرها لهم، وتبيين وقتها في شيء فإن ذكرها لا يزيدهم إلا غياً. ووقتها مما استأثره الله تعالى بعلمه. وقيل فِيمَ إنكار لسؤالهم وأَنْتَ مِنْ ذِكْراها مستأنف، ومعناه أنت ذكر من ذكرها أي علامة من أشراطها، فإن إرساله خاتماً للأنبياء أمارة من أماراتها، وقيل إنه متصل بسؤالهم والجواب.

إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها أي منتهى علمها.

[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٤٥ الى ٤٦]

إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦)

إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها إنما بعثت لإنذار من يخاف هولها، وهو لا يناسب تعيين الوقت وتخصيص من يخشى لأنه المنتفع به، وعن أبي عمرو ومنذر بالتنوين والإِعمال على الأصل لأنه بمعنى الحال.

كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا في الدنيا أو في القبور. إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها أي عشية يوم أو ضحاه كقوله إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ ولذلك أضاف الضحى إلى ال عَشِيَّةً لأنهما من يوم واحد.

عن النبي صلّى الله عليه وسلم «من قرأ سورة النازعات كان ممن حبسه الله في القيامة حتى يدخل الجنة قدر صلاة المكتوبة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>