السرور. قوله تعالى: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ قال كعب: يطاف عليهم بسبعين ألف صحفة من ذهب، في كل صفحة لون وطعام، ليس في الأخرى، والصحفة هي القصعة.
وَأَكْوابٍ وهي: الأباريق التي لا خراطيم لها، يعني: مدورة الرأس. ويقال: التي لا عُرى لها، واحدها كوب.
وَفِيها مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ يعني: تتمنى كل نفس وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ من النظر إليها وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ يعني: هذه الجنة الَّتِي أُورِثْتُمُوها يعني: أنزلتموها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يعني: دخلتموها برحمة الله تعالى، بإيمانكم واقتسمتموها بأعمالكم. لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ لا تنقطع. لقوله: لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣)[الواقعة: ٣٣] مِنْها تَأْكُلُونَ أي:
من الفواكه متى تشاؤوا.
ثم وصف المشركين فقال: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ يعني: المشركين فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ أي: دائمون، لا يموتون ولا يخرجون لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ يعني: لا ينقطع عنهم العذاب طرفة عين وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ يعني: آيسين من رحمة الله تعالى. قوله تعالى: وَما ظَلَمْناهُمْ يعني: لم نعذبهم بغير ذنب وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ لأنهم كانوا يستكبرون عن الإيمان.
قوله تعالى: وَنادَوْا يا مالِكُ وذلك أنه لما يشتد عليهم العذاب، يتمنون الموت، ويقولون لخازن جهنم: يَا مَالِك لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ يعني: ادع ربك لقبض أرواحنا، فأجابهم بعد أربعين سنة قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ وروى عطاء بن السائب، عن رجل عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: يجيبهم بعد ألف سنة إِنَّكُمْ ماكِثُونَ ويقال: إنهم ينادون يَا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ فأوحى الله تعالى إلى مالك ليجيبهم، فيقول لهم مالك قَالَ: إنَّكُمْ مَاكِثُونَ.