أنبيائهم عليهم السلام وقال الضحاك: يعني: لعن المنافقين، كما لعن الذين من قبلهم من الأمم الخالية. ويقال: ولهم عذاب دائم كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالًا وَأَوْلاداً، يعني: لم ينفعهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئا، فلا ينفعكم أموالكم ولا أولادكم أيضاً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ، يعني: فانتفعوا بنصيبهم من الآخرة في الدنيا.
فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ، يقول: انتفعتم أنتم بنصيبكم من الآخرة في الدنيا، كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ من الأمم الخالية، بِخَلاقِهِمْ أي بنصيبهم وَخُضْتُمْ في الباطل، كَالَّذِي خاضُوا ويقال: كذبتم الرسول كما كذبوا رسلهم. أُولئِكَ، يعني: أهل هذه الصفة حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يعني: بطل ثواب أعمالهم فلا ثواب لهم لأنها كانت في غير إيمان. وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ، يعني: في الآخرة.
قوله تعالى: أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، يعني: ألم يأتهم خبر الذين من قبلهم في القرآن عند التكذيب كيف فعلنا بهم؟ قَوْمِ نُوحٍ كيف أغرقناهم، وَقوم عادٍ كيف أهلكناهم بالريح العقيم؟ وَقوم ثَمُودَ، وهم قوم صالح كيف أهلكناهم بالصيحة؟ وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ، وهو نمروذ بن كنعان كيف أهلكناهم بأضعف الخلق وهو البعوض؟ وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وهم قوم شعيب كيف أهلكناهم بعذاب يوم الظلة؟ وَالْمُؤْتَفِكاتِ، يعني: مدائن قوم لوط. وَالْمُؤْتَفِكاتِ جمع المؤتفكة، لأنها ائتفكت بهم، يعني: انقلبت بهم، كقوله تعالى:
وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى فَغَشَّاها مَا غَشَّى [النجم: ٥٣] يعني: أمطرت عليهم الحجارة. وقال مقاتل: