وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً في الآخرة لَنْ تُخْلَفَهُ. قرأ ابن كثير وأبو عمرو: لَنْ تُخْلَفَهُ بكسر اللام، يعني: لن تغيب عنه، ومعناه: تبعث يوم القيامة لا تقدر على غير ذلك، ولا تخلفه، وقرأ الباقون تُخْلَفَهُ بنصب اللام، يعني: لن تؤخر ولن تجاوز عنه، ويقال: معناه يكافئك الله تعالى على ما فعلت، والله لا يخلف الميعاد.
ثمّ قال: وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً، يعني: عابداً. لَنُحَرِّقَنَّهُ. روى معمر، عن قتادة قال: في حرف ابن مسعود: وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنذبّحنّه ثم لَّنُحَرّقَنَّهُ، وقرأ الحسن لَّنُحَرّقَنَّهُ بالتخفيف، وقراءة العامة بالتشديد ونصب الحاء، ومعناه: أنه يحرق مرة بعد مرة. وقرأ أبو جعفر المدني لَنُحَرِّقَنَّهُ بنصب النون وضم الراء، ومعناه: لنبردنه بالمبارد، ويقال: حرقه وأحرقه. ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً، يعني: لنذرينه في البحر ذروّا والنسف: التذرية.
ثمّ قَالَ موسى عليه السلام: إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلَّا هُوَ، يعني: أن العجل ليس بإلهكم، وإنما إلهكم الله الذى لاَ إله إلا هو. وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً، يعني: أحاط علمه بكل شيء، وهو عالم بما كان وما يكون.
قال الله تعالى للنبي صلّى الله عليه وسلّم: كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ مَا قَدْ سَبَقَ، يعني: هكذا نقصّ عليك من أخبار ما مضى. وَقَدْ آتَيْناكَ، يعني: أعطيناك مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً، يعني: أكرمناك من عندنا بالقرآن.
قوله عز وجل: مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ، يعني: من كفر بالقرآن، فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً يعني: حملاً من الذنوب. خالِدِينَ فِيهِ، يعني: دائمين في عقوبة الوزر، وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا يعني: بئس الحمل الوزر، وبئس ما يحملون من الذنوب.
قوله عز وجل: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، يعني: في يوم ينفخ في الصور، وهو يوم القيامة. قرأ أبو عمرو وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ بالنون، واحتج بقوله وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ وقرأ الباقون بالياء، قال أبو عبيدة: وبهذا نقرأ، لأن النافخ ملك قد التقم الصور، وأما الحشر فالله عز وجل يحشرهم. قال أبو عبيدة: معناه يَنْفُخ الأرواح في الصور، وخالفه غيره. ثم قال: