قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ يعني: قامت القيامة، وإنما سميت القيامة الْواقِعَةُ لثبوتها، وهي النفخة الآخرة. وقال قتادة: هي الصيحة أسمعت القريب، والبعيد، لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ يعني: ليس لها مثوبة، ولا ارتداد. ويقال: ليس لقيامها تكذيب.
ثم وصف القيامة فقال: خافِضَةٌ رافِعَةٌ يعني: خفضت أقواماً بأعمالهم، فأدخلتهم النار، ورفعت أقواماً بأعمالهم، فأدخلتهم الجنة. وقال قتادة في قوله: خافِضَةٌ رافِعَةٌ يعني:
خفضت أقواماً في عذاب الله، ورفعت أقواماً في كرامات الله.
وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩)
ثم قال عز وجل: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا يعني: زلزلت الأرض زلزلة، وحركت تحريكاً شديداً، لا تسكن حتى تلقي جميع ما في بطنها على ظهرها.
ثم قال: وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا يعني: فتتت الجبال فتاً. ويقال: قُلِعت الجبال قَلْعاً.
ويقال: كُسِرت الجبال كسراً. فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا يعني: تراباً وهو ما يسطع من سنابك الخيل. ويقال: الغبار الذي في شعاع الكوة. وقال القتبي: وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا يعني: فتتت حتى صارت كالدقيق، والسويق المبثوث. ثم وصف حال الخلق في يوم القيامة وأخبر أنهم ثلاثة أصناف. اثنان في الجنة، وواحدة في النار.