قال: خلق لكل شيء من خلقه ما يصلحهم من رزق، ومن الدواب، وخلق لدواب البر، ولغيرها من الرزق ما يصلحها، وكذلك لسائر خلقه.
قوله عز وجل: وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ يعني: وَمَا أمرنا بقيام الساعة إلا مرة واحدة كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ يعني: كرجع البصر. ومعناه: إذا أمرنا بقيام الساعة واحدة، فنقول: كن فيكون أقرب من طرف البصر.
ثم قال: وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ يعني: عَذَّبنا أشباهكم، وأهل ملتكم. ويقال:
إخوانكم حين كذبوا رسلهم فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ يعني: معتبر يعتبر فيكم، فيعلم أن ذلك حق، ويخاف عقوبة الله.
ثم قال عز وجل: وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ يعني: وكل شيء عملوه في الكتاب يحصى عليهم وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ يعني: مكتوباً في اللَّوح المحفوظ.
ثم قال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ يعني: الذين يتقون الشرك، والفواحش، فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ يعني: في بساتين، وأنهار جارية، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ يعني: في أرض كريمة. ويقال في مجلس حسن، وهي أرض (الجنة) عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ يعني: في جوار مليك، قادر على الثواب، قادر على خلقه، مثيب، ومعاقب. وقال القتبي: النهر الضياء، والسعة، من قولك انهرت الطعنة إذا وسعتها. (قال أبي بن كعب- رضي الله عنه-: من قرأ سورة اقتربت الساعة في كل غب بعثه الله تعالى ووجهه مثل القمر ليلة البدر، وإن قرأ بها في كل ليلة كان أفضل) .